الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا البعض لا يستجيبون للأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا كنت مريضاً بالاكتئاب، وذهبت لطبيب نفسي فأعطاني أدوية نفسية -والحمد لله- تعالجت تماماً، لكن السؤال الذي يراودني لماذا البعض لا يستجيب للأدوية النفسية، لأن هذا الأمر يفزعني، ما هو السبب؟

أنا أفكر كثيراً وأرتعب عندما أسمع أن بعض الناس لا يستجيبون للأدوية النفسية، ما الحل إذا لم يستجب الشخص لأي دواء نفسي؟

السؤال الثاني: هل إذا تركت الدواء بالتدريج وعادت حالتي إلى الأسوأ هل يفيدني مرة أخرى؟ لأن البعض يقولون: إنه إذا توقفت عن دواء نفسي ثم عدت إليه مرة أخرى لا يتفاعل مرة أخرى، وأنا الآن شفيت من الاكتئاب تماماً، لكن هذه الأسئلة تفزعني دائماً.

السؤال الثالث: أخاف من الانتحار بدرجة كبيرة، أخاف أن يعود الاكتئاب مرة أخرى فأنتحر بدون وعي وأدخل نار جهنم خالداً فيها أبداً.

مختصر السؤال أخاف أن أنتحر فيدخلني الله نار جهنم خالداً فيها أبداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سؤالك: لماذا يستجيب بعض الناس لبعض الأدوية النفسية وبعضهم لا يستجيب لبعضها؟ والإجابة على ذلك أن الاستجابة تعتمد أساسًا على المرض نفسه، فهناك أمراض تكون الأدوية فعّالة جدًّا في علاجها، ومن ضمنها الاكتئاب.

هناك أمراض مثلاً شديدة - أمراض ذهانية مثل الفصام - بعض المرضى لا يستجيبون للأدوية النفسية، فالتعميم هنا يكون مُخلًّا، الاستجابة تعتمد على المرض النفسي، وطبيعة المرض نفسه، وأحيانًا قد يستجيب المرضى لدواء معين ولا يستجيب لدواء آخر، وهذا يُبرّر كثرة الأدوية النفسية الموجودة.

بالذات مثلاً مرض الاكتئاب، فإن هناك عشرات الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذا سببه أن بعض الناس يستجيبون لدواء معين ولا يستجيبون لدواء آخر.

من الأسباب أيضًا أنه قد يُصاحب المرض النفسي وجود مشاكل حياتية عند الشخص، ضغوط تأتِي من الوضع العائلي والعمل، وهنا الاستجابة للدواء لا تكون كاملة، ولا بد من الاهتمام بالضغوط التي تواجه الشخص.

الشيء الثاني: مع هذا لا ينطبق على كثير من الناس، لأن معظم الناس إذا استجابوا لدواء معين وتحسّنوا عليه وعاد إليهم المرض فإنهم -إن شاء الله- يستجيبون لنفس الدواء عادة، ولكن إذا دخلت عوامل أخرى- مثلاً عودة المرض نتيجة مشاكل حصلت للشخص في حياته - فهنا تكون الاستجابة ضعيفة للدواء الذي استجاب له في المرة السابقة، ولا بد من تدخل نفسي مع تناول الدواء.

الانتحار - أخي الكريم - دائمًا يحدث عندما يكون الاكتئاب اكتئابًا شديدًا ولم يُعالج بسرعة، والحمد لله أنك استجبت للدواء، والانتحار يكون - كما ذكرت - في مراحل متقدمة من مرض الاكتئاب، ولا يقوم الشخص بالانتحار إذا تم علاج الاكتئاب بكفاءة، إذًا الانتحار دائمًا يحصل عند الاكتئاب الشديد، ولم يتم عالجه في وقت مبكر من حدوثه.

احرص - أخي الكريم - على أخذ الدواء للفترة الكافية، وإن شاء الله لا تعاودك أفكار انتحارية، قوّ إيمانك وثقتك بالله عز وجل، واعلم أن الله تعالى معك وأنه لن يتخلى عنك، ونسأل الله أن يصرف عنك ذلك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً