الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قرأت عن اضطراب ثنائي القطب، فهل أعاني منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا صاحب استشارة رقم: (2443541).
بعد قراءة جوابكم كنت قد تحفزت لتغيير نظام حياتي، إلا أنني بالصدفة قرأت عن اضطراب ثنائي القطب، وبدأت أسقط أعراضه على حالتي، وصرت متيقناً أنني لا يمكنني علاج حالتي بنفسي كون هذا المرض مزمناً، فصرت أدقق في بعض اللحظات التي كنت فيها سعيداً، وأعتبرها نوبة هوس، والآن أنا خائف كثيراً، وعاجز عن أي تغيير.

المرجو منكم أن تدلوني على ما أفعله، فقد صرت أفكر ليل نهار في هذا المرض، مما أثر على مستواي الدراسي بشكل كبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تحس به الآن وتفكر به ما هو إلَّا امتداد لما ذكرتَ في الاستشارة السابقة من أعراض قلق وتوتر – أخي الكريم –، وهو كما ذكرت مصاحبٌ لنوبات الهلع التي كانت تحدث معك.

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو طبعًا اضطراب يُصيب الوجدان، ويحدث إمَّا نوبات اكتئاب أو نوبات هوس، ونوبات الهوس – أخي الكريم – ليست فقط أن يكون الإنسان سعيدًا، ولكنه أحيانًا قد يكون متبرمًا وغير مطيق كذلك، ولكن أهم شيء يُميّزها هو الحركة الشديدة، وأحيانًا الانفعال الزائد، والكلام الكثير، والمشاريع الكثيرة التي لا يُنجزها الشخص، وهكذا.

تشخيصها يتم بواسطة الأطباء، والأهل عادةً يُلاحظون التغيير في الشخص، وفي كثير من الأحيان الشخص نفسه لا تكون عنده بصيرة لما يحصل معه، ولا يعتقد أنه مريض من الأساس، لأن من خصائصها أيضًا الإحساس بالعظمة.

هوّن عليك، أنت لا تعاني أبدًا من الاضطراب الوجداني، ولا من نوبة هوس – أخي الكريم – أنت تعاني من القلق والتوتر، وهذا يجعلك تفكّر في أن يكون عندك أمراض.

نصيحتي لك – كما في السابق – عليك بالاسترخاء، وعليك بممارسة الرياضة، وعليك بكل الأشياء التي يمكن أن تُبعدك عن التفكير – كما ذكرنا – بأن يكون لك روتين يومي، وألّا تخلو ولا تنفرد بنفسك كثيرًا، تواصل مع أصدقائك، كل هذه الأشياء التي تفعلها تجعلك أقلّ تفكيرًا، وتساعدك في ألَّا تتوتر.

إذا استمرت هذه الأشياء فيمكنك أن تأخذ بعد ذلك علاجات، وأرى أن يتم هذا تحت إشراف طبيب نفسي، حاول أن تقابل طبيبًا نفسيًّا إذا استمر هذا التفكير الزائد وأثّر على دراستك كما ذكرتَ.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً