الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تستجاب دعوة المتسول علينا؟

السؤال

السلام عليكم.

في طريقي إلى المنزل رأيت متسولا سليم الجسم ملثما يسأل الناس المال، فمررت من جانبه دون أن أعطيه شيئا، لأني رأيته بصحة جيدة ويمشي سليما ولا يستحق الصدقة، ودخلت العمارة حيث أسكن، فسمعته يدعو علي وعلى أبنائي بصوت مرتفع، واستمر في الدعاء لفترة طويلة، حتى أنه لحقني إلى المبنى واستمر يدعو علينا بالمرض وعدم الرزق.

أنا خائفة أن يستجيب الله دعاءه، خاصة أن اليوم يوم الجمعة، وأعلم أن فيه ساعة استجابة، أرجو الرد علي لأني خائفة جدا، علما أني وزوجي نتصدق شهريا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما تقدم:

- هذا الذي طلب منك الإعانة، إن كان محتاجا إلى الإعانة، فأنت بالخيار بإعطائه ولك أجر إذا تصدقت عليه، وإذا لم تعطه فليس عليك أي حرج شرعا، وأما إذا كان ظهر لك أنه غير محتاج ولا يستحق الصدقة، فكونك لم تعطه شيئا، فهذا عين الصواب، والمتسولون في هذه الأيام يكثرون على الناس في الطلب ويعتبرون التسول مهنة.

- وكون هذا المتسول تبعك إلى باب العمارة، وظل يصيح أو يدعو عليك وعلى أولادك، فهذا يدل على جرأته على تجاوز الحد في التسول -هذا إذا كان مستحقا-، وأما ما دعا به عليكم، فأرجو أن لا تقلقي ولا تخافي، لأنه لن يستجيب الله له، لأن دعا عليك بإثم وهو ظالم لك، وأنت لست ظالمة له، ولم تخطئي في حقه، فعن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم "، رواه الترمذي.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً