الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة والرهاب.. الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 26 سنة، وأعاني منذ صغري من التأتأة وما سببته لي من إحراج وتنمر، حتى من أهلي حتى تدريجياً أصبح عندي رهبة اجتماعية أخاف أن أتكلم مع الناس، أو لما أطلب شخصاً بالتليفون أو أطلب أكلاً أو أقول اسمي، أو أستفسر عن حاجة أو أطلب (سيارة أجرة) أحس بخوف ووجع في منطقة الصدر، ولا أقدر على التحكم في الأمر، ولا بد أن يكون حد معي من يتكلم لأني ما أقدر أقول اسمي، ويتسبب لي بإحراج شديد.

بالنسبة للتأتأة أنا متقبل لها وأحاول أن أتحكم فيها، إنما مشكلة الرهاب والخوف، وقد تابعتكم تنصحون بعلاج زولفت للحالات هذه، فأريد أن أعرف منكم الجرعة وكيف أتناولها؟ وهل آثاره الجانبية ستختفي بعدما أتوقف من استخدامه؟ خاصة أني غير متزوج، وأخاف من المشاكل الجنسية التي ممكن يسببها؟ وهل يجب استخدام دواء آخر معه أم هو يكفي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Maher حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يحلل العقدة من لسانك.

أخي الفاضل: الحمد لله أنت في هذا العمر من المفترض أن تكون قد تكيّفت وتواءمت مع موضوع التأتأة، والتأتأة موجودة خاصة لدى الذكور، وبعض الناس يوجد لديهم تاريخ أسري، يعني أن الجوانب الوراثية قد يكون لها بعض التأثير.

أنا أعتقد أن أفضل طريقة لعلاج حالتك هي أن تقوم بعمل حواراتٍ مع نفسك، وتكون هذه الحوارات حوارات متعددة الجوانب، تضع نفسك في موقف مُعيّن ثم تتخيّل شخصًا آخر يُشاركك في هذا الحوار، وتقوم أيضًا بدوره، وتُكرر مثل هذه الحوارات وأنت وحدك.

بعد ذلك تتصور في أثناء هذه الحوارات – أي بعد أن تقوم بلعب هذه الأدوار التمثيلية وحدك – تصور أنك تخاطب جمعًا من الناس، مثلاً تُقدِّم موضوعًا مُعيَّنًا، قمت بحديث داخل المسجد، طلب منك أن تأُمَّ الناس في الصلاة، تصوّر هذه المواقف، وقم بلعب هذا الدوار حقيقة، هذه طُرق جيدة إذا أجاد الإنسان تنفيذها ولعب هذه الأدوار وأخذ الموضوع بجدية.

الأمر الآخر: يا أخي لا تترك أي إنسان يتكلّم نيابة عنك أبدًا، دع من يستهزئ يستهزئ، دع من يضحك يضحك، وأنا متأكد أنهم قلَّة وقلَّة جدًّا، وليسوا من الناس الذين يُحسب لهم حساب، فأعتقد أن المواجهة والثقة في النفس هي المطلوبة، وأنا متأكد أنك تكون قد اطلعت حول هذا الموضوع، وسمعت الكثير من الإرشادات، مثلاً: الكلام ببطء مهمٌّ جدًّا، التدريب على تمارين الاسترخاء، تمارين الشهيق والزفير، أيضًا مهم، ويجب أن تتعلَّم كيفية الربط ما بين الشهيق وبداية الكلام، هذا يُسهل الكلام جدًّا، وتلاوة القرآن بتجويد وبتحقيق أيضًا يُساعد كثيرًا في علاج التأتأة.

قطعًا لو قابلت أخصائي النطق سوف إن شاء الله يفيدك ويُوجّه لك المزيد من الإرشاد.

الآن أنت لديك شيء يمكن أن نعتبره نوعًا من قلق المخاوف أو رهاب، وهذا نُسمِّيه بـ (رهاب الأداء)، وهو ذو طابع اجتماعي طبعًا، يجب أن تُحقّر فكرة الخوف، وألَّا تعيرها اهتمامًا، أمَّا الأدوية فإن شاء الله تُساعدك، وبالفعل عقار (زولفت) أو (زيروكسات) كلاهما من الأدوية الجيدة جدًّا.

يمكنك أن تبدأ الزولفت بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا، حبة واحدة ليلاً، تناولها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الزولفت.

هنالك دواء يُسمَّى (أولانزبين)، هو دواء يُستعمل أصلاً لعلاج الأمراض الذهانية، لكن وجد أنه يفيدُ كثيرًا في التأتأة إذا تمّ تناوله بجرعة صغيرة، وهي: 2,5 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، قد يزيد في نومك قليلاً، لكنه مفيد.

كلا الدواءان من الأدوية السليمة والفاعلة، لكن اجعل الجرعات في نفس النطاق الذي ذكرتُه لك، خاصة الأولانزبين، لا تزيد في جرعته عن 2,5 مليجرام ليلاً، توجد حبة تحتوي على خمسة مليجرام، فيمكنك تناول نصف هذه الحبة لمدة ثلاثة أشهر، وبالنسبة للزولفت - والذي يُعرف علميًا باسم سيرترالين - تناوله بالكيفية التي ذكرتها لك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً