الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري والأحلام المزعجة .

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من منذ فترة طويلة في التفكير الدائم في الموت والخوف الزائد من الموت، وإحساسي دائماً بدنو الأجل، ومن سبع شهور فاتت، حلمت بزوج أختي المتوفي وأخيه، وأنا نحدد ميعاداً لمناسبة.

أنا لا أعلم ما هي هذه المناسبة؟ لكن كنت فرحاناً في الحلم بتحديد هذه المناسبة، واسيقظت من النوم علي تاريخ محدد، وهو السادس من اكتوبر، وأنا قلت لهم: إن هذا التاريخ سيكون يوم الثلاثاء، وبالفعل عندما ذهبت للنتيجة لاقيت أن هذا اليوم بالفعل سيوافق يوم الثلاثاء.

علماً أن أخا زوج أختي حي يرزق، وعندما ذهبت لتفسير الحلم من محرك جوجل لاقيت تفسيره أن تحديد ميعاد مع ميت معناه الموت في هذا التاريخ.

منذ هذا التفسير حياتي توقفت وخوفي أصبح في تزايد كبير جداً، آسف على الإطالة وأرجو منكم المساعدة في علاج.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abuzizo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
الخوف من الموت أمرٌ مشروع جدًّا، وهذا نسميه بالخوف المحمود، الخوف المطلوب، وهذا يُقصد به أن الإنسان يجب أن يضع الموت نصب عينيه وأن الأجل قادم ولا شك في ذلك، وهذا حقيقة نوع من التفكير الإيجابي جدًّا، لأنه يُذكّر الإنسان ألَّا ينغمس في الذنوب وأن يعمل عمل الصالحات وأن يكسب الحسنات.

هذا خوف محمود، أمَّا الخوف المرضي فهو الخوف الذي لا أساس له، وهو خوف قائم على القلق وعلى التوتر وعلى تفسيرٍ للأحلام وأشياء من هذا القبيل.

أخي الكريم: سامحني أن أقول لك أن تفكيرك حول الموت بهذه الكيفية حقيقة لا أساس له. نحن لا نفسّر الأحلام في إسلام ويب، وأنا أنصحك حقيقة ألَّا تحكي مثل هذه الأحلام، وحين تستيقظ على إثر هذه الأحلام اتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، واستغفر الله العظيم، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واسأل الله خير الأحلام، واستعذ بالله من شرِّها. هذا هو كل المطلوب، لا تكترث لهذه التفسيرات، العلم عند الله – أخي الكريم - .

أعتقد أن تصحيح المفاهيم هو المطلب الرئيسي في حالتك، وهذا سوف يُريحك تمامًا، أنا أعرفُ سلفًا أنك لست بضعيف الإيمان، وأن شخصيتك ليست شخصية مُهتزّة، لكن قطعًا هنالك تأثيرات إيحائية سلبية قد وقعت عليك ممَّا جعلك تعيش هذا الخوف الزائد.

توكّل على الله، واسأل الله تعالى أن يحفظك، واسأله حسن الخاتمة، واجتهد في الحياة، كن شخصًا مفيدًا لنفسك ولغيرك، يجب أن تبحث عن عمل، لأن العمل ضروري، قيمة الرجل هي في العمل، والعمل يعطي الإنسان زادًا معنويًّا كبيرًا.

أنصحك بحسن التواصل الاجتماعي، لا تتخلف عن واجب اجتماعي أبدًا، صِل رحمك، كن بارًا بوالديك وأهلك، مارس رياضة – يا أخي – رياضة المشي رياضة مهمّة جدًّا، ورتّب نظامك الغذائي. هذه طبعًا كلها هي الشروط الصحية للحياة، وهذه نفسها تعطيك حقيقة ثقة في أنك الحمد لله بحالة طيبة وحالة صحية ممتازة، وهذا في حدِّ ذاته يزيل عنك الخوف من الموت.

أنصحك أيضًا بعمل الفحوصات الطبية الروتينية، مرة كل ستة أشهر مثلاً تتأكد من: وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الدهنيات، مستوى السكر، وقوة الدم... فهذه الفحوصات وغيرها أيضًا هي جزء من الحياة الصحية التي نناشد الناس أن يعيشوها.

هذه هي نصائحي لك، وأنا لا أتصور أنك تحتاج لعلاج دوائي، لأن الخوف الذي تعاني منه قائمٌ على مفاهيم خاطئة، وأرجو أن أكون قد نجحتُ في أن أصحح بعضًا من مفاهيمك، وأسأل الله – أخي الكريم – أن يُطيل عمرك في عمل الصالحات، وأتمنى لك حياة طيبة وهانئة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً