الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبة هلع وخوف من الموت دمرت حياتي.

السؤال

السلام عليكم..


منذ حوالي ثلاثة أشهر تعرضت لنوبة هلع وخوف شديدة من الموت بعد أن كنت أعيش حياة عادية، حيث حصلت بعض المشاكل في العمل مما جعلتني متوتراً قليلاً، بعدها مباشرة أصيبت أمي بفيروس كورونا وكانت طريحة الفراش في البيت، فلم أتحمل رؤيتها تعاني وجسدها ضعيف.

بعدها مباشرة أصيبت زوجتي وابنتي بأعراض الكورونا، ذهبت إلى طبيبة عامة، قالت لي: إن عندهم كورونا، فخفت عليهم كثيراً، ولم أعرف ماذا أفعل؟ ثم أصبت أنا بالتهاب اللوزتين فظننت أنها كورونا، وخفت خوفاً شديداً من الموت، ولم أعد أعرف ماذا أفعل، فأصبت بنوبة هلع شديدة، جعلتني أهرب من المنزل ولا أدري أين تمكن اخوتي بعدها من الإمساك بي، وعرضوني على طبيب نفسي أعطاني (ريسبيروكس 2ملغ) و ( كلوراكسان 10 ملغ )(و نوفازين 25).

بعدها بأسبوع بدأت أرتاح، ورجعت تدريجياً إلى حياتي، وبقيت أعاني من بعض التعب والدوار، وعدم الرغبة في الضحك، ولا التفكير في المستقبل، واليوم وبعد ثلاثة أشهر من هذه النوبة الشديدة جداً أصبحت خائفاً من تكرارها، خاصة أني أريد إنقاص الدواء.

علماً بأني أحافظ على صلاتي، والأدعية، كما أمارس قليلاً من الرياضة، أرجو منكم أن تنصحوني، ماذا علي أن أفعل؟

أنا في حيرة شديدة من أمري، خاصة أن النوبة كانت شديدة جداً، لم أستطع التحكم في نفسي لولا مساعدة الآخرين.

شكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثرتْ حالات الهلع في زمن جائحة الكورونا، وهذا من تقارير هيئة الصحة العالمية، وبالذات الأشخاص الذين يُصابون بالكورونا أو لهم أقارب أُصيبوا بالكورونا، أو الذين يشتغلون في رعاية مرضى الكورونا، وهناك عدة دراسات في كيفية علاج هذه الحالات، وهذا ما حصل معك أخي الكريم.

الحمد لله تحسّنت على العلاج، وأرى أن تستمر فيه – أخي الكريم – ولا تتركه إلَّا بعد توصية الطبيب، وبالذات هذان الدواءان: الـ (ريسبيروكس) اثنين مليجرام، والـ (نوفازين) خمسة وعشرين مليجرامًا، لا تتوقف عنهما على الإطلاق إلَّا بعد مراجعة الأطباء.

أمَّا الـ (كلوراكسان) فهو مُهدئ، ومن فصيلة الـ (بنزوديازيبينات benzodiazepines)، ويمكن - إذا استمريت عليه لأكثر من ثلاثة أشهر - أن يُسبب نوعًا من الإدمان، فلذلك لا بأس من التوقف عنه، ولكن أيضًا يجب أن يتم كل هذا تحت إشراف الطبيب الذي كتب لك هذه الأدوية أخي الكريم.

لا تتوقف من تلقاء نفسك، وباستمرار العلاج إن شاء الله تختفي النوبات نهائيًا ويختفي الخوف وتعود إلى حالتك الطبيعية، طالما أنت الحمد لله ملتزمًا بالصلاة والأدعية وتمارس الرياضة، كلها أشياء تساعدك في حالة الهلع التي حصلت معك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً