الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متخبطة في تحقيق أهدافي وأولوياتي، فماذا علي أن أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهدت في الأسبوع الماضي حلقة \"المرأة والبحث عن الذات\" في سلسلة المرأة الخاصة بالدكتور إياد قنيبي، والتي كانت تتحدث عن أن أساسيات أهداف المرأة هي في علاقتها مع ربها ونفسها وأهلها، فأنا شاهدتها أكثر من مرة، ومقتنعة تماما بكل كلمة فيها، ولكنني حين حاولت إسقاط هذا على نفسي ترددت كثيرا.

تخرجت منذ شهر أو شهرين من كلية الهندسة جامعة القاهرة، وفي خلال هذا الوقت وضعت خطة أنني أريد (وأحاول عمل هذا) أن أركز على تنمية نفسي في المجال الذي أريد أن أعمل به، وأقدم على عمل أيضا، كما وأريد أن أفعل الكثير من الأشياء الخاصة بعلاقتي مع ربي (خاصة في جانب القرآن؛ حفظه وتدبره يوميا)، وعلاقتي مع نفسي (تزكية نفسي، فلدي الكثير من أمراض القلوب التي أحتاج لعلاجها)، وعلاقتي مع أسرتي (فجانب بر الوالدين ومساعدتهم ليس في أفضل صورة عندي)، ولكني أعلم أنني لن أستطيع أن أفعل كل هذا لذا أستمسك بالبعض وأترك البعض.

السؤال هو: ماذا عليّ أن أفعل؟ هل حقا ما يرضي الله أكثر أن أنتبه لنفسي وتزكيتها أكثر من بحثي عن عمل، أم أن علي أن أبذل جهدا أكبرا لأحاول التوفيق بينهما؟ فأمر ترك البحث عن عمل شبه مستحيل أن أفعله فذلك يشعرني برهبة شديدة، ولكني قد أقلل منه وأزيد أكثر من تركيزي على الجوانب الأخرى، أنا وبصراحة أشعر بشيء شديد من التخبط، فماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على متابعة الأشياء المفيدة، وقد أسعدنا حرصك على تنفيذ ما استمعت إليه وتحويل ما تعلمته إلى قناعات، ومن قناعات إلى عمل وأفعال، أسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

لا شك أن الفكرة صحيحة، وأن الإنسان ينبغي أن تكون وله أوليات وله أهداف واضحة، فلا يُقدّم ما حقُّه التأخير ولا يُؤخّر ما حقّه التقديم، وأعجبتني كلمة (التوازن في الوصول لهذه الأهداف)، أولاً كلّ هدف ينبغي أن يأخذ حجمه وموقعه، وإذا أخذ حجمه وموقعه فإنه ينبغي أن يأخذ القدر المناسب أيضًا من اهتمامك ومن أوقاتك.

والذي نؤيده هو السعي في كل الاتجاهات سعيًا متوازنًا، شريطة أن تأخذ كل قضية حقها وحظها، فإن علاقة الإنسان بربه تبارك وتعالى هي الأساس، وهي قاعدة النجاح، وهي الدافع لكل النجاحات، فاجعلي هذه القاعدة واجعلي حبّك لله منطلقًا، لأنك إذا انطلقت من حبك لله تحسّنت علاقتك مع نفسك ومع والديك، ويسّر الله عليك سبل العمل وسبل النجاح في الحياة.

إذًا هذه هي الطريقة التي نريد أن تفكّري بها، أن تفكري فعلاً في هذا السعي المتوازن، أن تعطي كل ذي حقٍّ حقه، كما قال النبي يُعلِّمُ الصحابة: ((إن لربك عليك حقًّا، وإن لنفسك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، وإن لزورك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقّه))، فالتوازن هو المطلوب، ونحن سعداء جدًّا بهذا الحرص على الاستماع والاستفادة والمحاورة والتواصل مع الموقع، ونشرف بتواصلك حتى نضع معك الخطة المناسبة لك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً