السلام عليكم.

أعاني من وساوس تسبب لي الاكتئاب، حيث أغمي علي، وبعد رجوعي للوعي شعرت أني منفصل عن الواقع، وكلما أتذكر ذلك اليوم أكتئب، وصرت أتكلم بلا وعي، وبطيء الاستيعاب.

وبعد مرور شهر على الموقف شعرت أن عقلي مقفول، وشعرت بتسارع دقات القلب والتنفس، وبعدها بأربع ثوان جسدي انفصل عن الواقع، وإلى اليوم لا أدري ماذا أفعل؟

وكلما أخبرت أهلي بمشكلتي، قالوا: وساوس وستنتهي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك يشبه بدرجة كبيرة نوبات الهلع، ونوبات الهلع تحدث فيها طبعًا أعراض قلق وتوتر وإحساس بالموت أو بالإغماء أو فقدان العقل – أو هكذا –، وغالبًا ما حصل معك هي نوبة هلع، وحصلت بعدها أعراض اضطراب الأنّية، وهي طبعًا أيضًا من أعراض القلق والتوتر – أخي الكريم – مثل دقات القلب، وتسارع النَّفَس.

المشكلة – أخي الكريم – طبعًا الآن إقناع أهلك بأنك تعاني معاناة حقيقية، هذه الأشياء تحصل بالرغم عنك، وهي معروفة، فهي كما ذكرتُ لك نوبات هلع وقلق وأعراض توتر، وأنا أرى أفضل شيء أن تحاول أن تأخذهم معك إلى طبيب نفسي لكي يشرح لهم أن ما تعاني منه ليس وسواسًا، وما تعاني منه يحتاج إلى علاج، والعلاج قد يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا أو الاثنين معًا.

وأهم شيء: هذه الأشياء تحصل غصبًا عنك، ليس لك يدًا فيها، ولا يمكنك السيطرة عليها، ولذلك تحتاج إلى مساعدة – كما ذكرتُ – والمساعدة قد تكون علاجًا نفسيًا أو علاجًا دوائيًا، والذي يستطيع إقناع أهلك هو الطبيب النفسي، لأنه سوف يقوم بشرح هذه الأعراض التي ذكرتَها، وأن كثيرًا من الناس عانوا منها، وهي أشياء حقيقية تحصل للشخص بالرغم عنه، مثلها مثل أي مرض جسدي آخر.

وفقك الله وسدد خطاك.