الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فتح الله عليه بابا في خدمة الناس ثم أحجم خشية الفتنة.. هل عليه إثم؟

السؤال

السلام عليكم..

أحد الأفراد فتح الله عز وجل له باب خير عظيم في خدمة الناس، ومشى في هذا الباب فترة، لكنه وجد أن هناك فتنة على دينه وطاعته وقربه من الله عز وجل، وتوقعه في المعصية، هذه الفتنة فعلية بالتجربة الفعلية والمشاهدة فقام بالابتعاد عن هذا الباب حفاظا على دينه وطاعاته وقربه من الله عز وجل، وعدم وقوعه في المعاصي، مع العلم أنه لا يستطيع أن يجمع بين الثبات على دينه وبين هذا الباب من الخير.

السؤال:
1)هل ما فعله من الابتعاد عن هذا الباب من الخير حفاظا على دينه وثباته وتقواه وطاعته وبعده عن معصية الله عزوجل هذا هو الفعل الصحيح، أم أنه أخطأ بالابتعاد عن هذا الباب مع العلم أن لن يستطيع الثبات على الدين إذا دخل في هذا الباب؟

2)هل سيعوضه الله عزوجل ويفتح له أبواب خير أخرى، أم أن الله عز وجل سيغضب عليه ولا يفتح له أبواب خير أخرى؛ لأنه فتح له هذا الباب ولم يدخل فيه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك- أخي الكريم- في موقع الاستشارات اسلام ويب، والجواب على ما ذكرت :

لاشك أن عمل الخير في خدمة الناس من النفع المتعدي، ومن وفقه الله في ذلك، فله أجر عظيم عند الله تعالى.

وما ذكرته من حصول فتنة على من يعمل هذا في الأمر في دينه، فإن كانت الفتنة تؤدي إلى الوقوع في الحرام، أو ترك الواجبات الشرعية، فعليه الابتعاد عن هذا العمل، لأن الحفاظ على الدين، والحذر من الفتنة فرض عين، وهو أوجب من عمل الخير للآخرين، وينبغي أن يعلم أنه ليس عليه إثم ولن يغضب الله عليه في تركه.

ومن جانب آخر، فإن من قصد فعل الخير، وكانت نيته نية صادقة، ثم تركه خوفا من الفتنة، فإن الله يعوضه خيرا منه، ويفتح له أبواب خير أخرى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلهِ عز وجل إِلاَّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ» رواه أحمد.

وفقكم الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً