الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق في التنفس وتسارع دقات القلب من لا شيء

السؤال

السلام عليكم

العام الفارط كان عام مليء بالقلق والتوتر لي لكن لم أشعر بشيء، مع نهاية العام بدأت أشعر بالتعب الشديد والرغبة في ترك كل شيء والبقاء في المنزل وذلك كان القرار، لكن احتجت وقتاً طويلاً لأقنع نفسي أني بخير، وإذا تخليت عن الدراسة لعام واحد فقط لن يضرني، كان صراعاً شديداً بيني وبين نفسي.

الأشهر الأولى كنت بخير، لكن في شهر فيفري وفي يوم ميلادي تحول كل شيء، منذ أن استيقظت كان قلبي يدق بقوة شديدة طول اليوم، كنت أشعر بعدم الراحة، وأن هناك شيء سيء سيحدث لكن لم يحدث شيء.

منذ ذلك اليوم أصبحت دقات قلبي تتسارع بعد الأكل ولا تهدأ إلا عندما أنام، بقيت على تلك الحالة لمدة 5 أشهر، وذهبت إلى طبيب القلب وعملت الفحوصات اللازمة، وقال لي: إني بخير، ويجب أن أبعد عن القلب والخوف (ولكن في تلك الفترة كنت بخير، ولا يوجد ما يقلقني) وصف لي دواء اسمه cardensiel لكن لم أتناوله.
° في شهر اغسطس، مررت بتجربة مخيفة وأصبحت أفكر في الموت طول اليوم، وأني لن أعيش للغد، وأصبح لدي صعوبة في التنفس وآلام شديدة في فم المعدة، والجهة اليسرى من الصدر وفي الظهر أيضاً.

كنت لا أفكر سوى في الموت ولا أريد التفكير في المستقبل، ولا أي شيء، وعادت دقات قلبي تتسارع بعد الأكل، وأصبحت تترك آلاماً شديدة في الصدر، بعد أن يعود القلب يدق بشكل طبيعي.

علماً أن دقات قلبي 85 في الدقيقة، ° وأنا أغضب سريعاً وأتوتر سريعاً، ولا أستطيع التحكم في أعصابي ومشاعري، مما يثير أعصاب المعدة في كل مرة أغضب فيها.

أرجوكم أريد حلاً سريعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من أعراض قلق واضحة، القلق نفسي، أعراض نفسية وأعراض بدنية، مثل زيادة في ضربات القلب، وإحساس بصعوبة التنفس، وآلام المعدة هذه هي أعراض بدنية لاضطراب القلق النفسي، والإحساس دائمًا بأن شيئًا سيئًا سيحدث، وعدم الارتياح والضيقة هذه هي الأعراض النفسية للقلق النفسي.

طالما القلق النفسي مستمر معك – أختي الكريمة – طيلة هذه الفترة فتحتاجين إلى علاج، وعلاج التوتر والقلق النفسي هو إمَّا أن يكون بالأدوية أو بالعلاج النفسي، والعلاج النفسي بعضها يمكن أن تُؤدّيها بنفسك، وهي ما تؤدي إلى الاسترخاء، مثل الرياضة، بالذات رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، أو إجراء تمارين بانتظام لمدة نصف ساعة في المنزل، أو إجراء استرخاء عن طريق عضلات الجسم، وذلك بشد مجموعة من العضلات لفترة معينة ثم إرخائها، وتكرار ذلك، أو عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير) بأخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات، وتكرار ذلك عدة مرات في اليوم.

أمَّا عن الأدوية فهناك أدوية كثيرة لعلاج القلق، ولعلَّ من أفضلها الـ (باروكستين) الباروكستين عشرين مليجرامًا، ابدئي بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة بعد ذلك ليلاً، وتحتاجين إلى عدة أسابيع حتى تتحسّني وتزول هذه الأعراض.

هذه المدة تتراوح ما بين ستة أسابيع إلى شهرين، ثم بعد ذلك – بعد اختفاء هذه الأعراض – يجب الاستمرار في العلاج لفترة ستة أشهر، حتى لا تحدث انتكاسة، وبعد ذلك يتم التوقف من الدواء بتخفيض ربع الحبة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا في خلال شهر كامل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق محمد

    شكرا جزيلا على الاجابة الوافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً