الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع بذاءة الطفل المراهق

السؤال

السلام عليكم.

أخي بعمر ١٢ عاماً، يلعب ببجي، وقد تعلم الكثير من الألفاظ البذيئة بسبب هذه اللعبة، لا نعلم كيف نتعامل معه؟ قد أصبح يتفوه بكلام بذيء جداً، لنا جميعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الشقيق، نسأل الله أن يُصلحه، وأن يقرَّ أعينكم بصلاح الأبناء وهدايتهم، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدلُّ على عقل ونضج، ونسأل الله أن يُبارك فيك، وأن يُوفقك لما يُحبُّ ربنا ويرضاه.

لا شك أن اللعبة المذكورة – ومثلها من الألعاب – تُنمّي مثل هذا السلوكيات السالبة، ويتدرَّب الأطفال خلالها ويتعوّدوا على بعض الألفاظ البذيئة التي تتردد من خلال اللعب بهذه الألعاب، ومن واجبنا أن نحرص على أن نُرسّخ القيم الإيجابية، وأن ننمِّي الألفاظ الجميلة، قبل أن ننتزع هذه الألفاظ السيئة لابد أن نُعلِّم أبنائنا القناعات الإيجابية والألفاظ الجميلة والصفات والخصال النبيلة التي جاء بها هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

لا بد أيضًا أن نتبع الخطوات التالية:
أولاً: عليكم جميعًا الدعاء لهذا الابن، نسأل الله أن يحفظه.
الأمر الثاني: لا بد من خطة موحدة في التعامل مع هذا الذي يحدث، لأن الاختلاف بين أهل البيت يضطر الطفل في هذا السن، للبقاء في الإهمال وضعف الرشد.

كذلك أيضًا من المهم جدًّا التغافل عن الألفاظ السيئة والتركيز على الألفاظ الجميلة والإيجابيات التي عنده.

رابعًا: لا بد من تقنين وقت اللعب، وأيضًا تقنين محتوى اللعب، بعد مناقشته ومحاورته حول هذه الأمور وبيان المخاطر والعيوب التي فيها، ويُفضّل أن يُدير معه الحوار أقرب الناس إليه سِنًّا وأكثر مَن يرتاح إليه من الوالد أو الوالدة أو أنت، أو بقية الإخوان وأفراد الأسرة.

كذلك ننصح بإدارة حوار أسري حول مخاطر مثل هذه الأمور وآثارها السالبة وكيف أنها تُغضب الله تبارك وتعالى، وأن المسلم ليس بسبَّاب ولا لعَّان ولا طعَّان ولا فاحش ولا بذيء، وأن هذه الألفاظ محرمة من الناحية الشرعية.

كذلك لابد أن نُبيِّن له عواقب التمادي في مثل هذه الألفاظ، وكيف أنها تجلب له إشكالات وتجلب له الكره، وقد تجلب له خطوات عقابية إذا التزمها أو حاول أن يُردِّدها واعتاد الإنسان عليها، عندما يذهب إلى بيئة المدرسة، أو بيئة الحياة، فإن الناس لا يقبلوا هذا السباب، ولا يقبلوا مثل هذه الألفاظ.

أيضًا علينا أن ننبِّه ابننا الكريم بأن الإنسان مخبوء خلف لسانه، والإنسان يُعبّر عن نفسه بهذا اللسان، فإن نطق خيرًا فهو من أهل الخير، ويُعطي انطباعًا إيجابيًا عن نفسه، وإن نطق بغير ذلك فكلُّ إناء بالذي فيه ينضحُ.

قولوا له: نحن نحبّك ولا نرضى لك أن تكون بهذه المنزلة التي فيها النفور وفيها الكُره بالنسبة لك، لأنك تعامل الناس وتستخدم مثل هذه الألفاظ.

كذلك أيضًا: لابد أن يتخذ البيت خطوات موحدة، فممنوع الضحك عندما يتلفظ بهذه الألفاظ، ينبغي أن يشعر أن البيت صمت، وأن الجميع يرفض، وأنه لا يجد مَن يتجاوب معه.

كذلك أيضًا لابد أن نصل – وأقترح عليكم بعد الحوار – إلى قطع الشر من جذوره بتقنين أوقات اللعب، وبمنع هذه الألعاب التي فيها ألفاظ بذيئة. أنا أكرر: بعد حوار وإقناع ومناقشة، نبيّن مخاطر هذه الأشياء، ولا مانع بعدها من اتخاذ قرار إداري منكم كأسرة، وبعد ذلك إذا عاد وأراد أن يعود إلى بعض الألعاب التي ليس فيها أضرار جانبية وليس فيها سلوكيات سيئة، عند ذلك لا مانع من هذا.

نسأل الله أن يهديه وأن يقر أعينكم بصلاحه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً