الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب ممتاز ولكن أبي متعنت في شروطه.

السؤال

السلام عليكم..

تقدم لي شاب 24 سنة خريج حاسبات ومعلومات، يشهد له بحسن الخلق، ولا خلاف على ذلك، هو من نفس قريتي، وأنا أبديت موافقتي عليه، ولكن والدي يرفضه لأن والده له ظروف صحية خاصة، فيرى أن الشاب سيكون عليه معاونة أسرته في المصاريف رغم أن راتب الشاب الحمد لله يكفي لذلك، هو مجتهد، وله مشروعه الخاص بجانب وظيفته الأساسية.

ومرة أخرى يقول أنه يرفض لأنه لا يملك أراضي ولا ممتلكات سوى منزلهم فقط، فكيف لو مررنا بضائقة مادية مستقبلا من أين سنتصرف؟

أما والدته فلم يسمع عنها إلا كل خير، وصاحبة خلق ودين، وفي حالهم دائما، وربت أولادها على ذلك،
ولظروف والده أخذ تأجيلا من الجيش، وأيضا يتخذه والدي أحد الأسباب لرفضه.

وعندما أخبرت عمي وهو موافق على الشاب، رأى والدي أن تصريحي بالموافقة قلة حياء وأدب مني، بل أنه قد طعن في شرفي بسبب تلك الموافقة، وأن هناك شيئا بيني وبينه حتى أوافق عليه بظروف أهله تلك، بل لجأ إلى المنجمين وقراء الفنجان، وما إلى ذلك، وحين أنكرت عليه فعله فهو معلم ومربي أجيال، فكيف له أن يسلك طرقا كتلك؟ انهال علي ضربا، وأمر الأهل والأقارب بعدم التدخل في شؤوننا، وأنه أكبر إخوته، فهو الأصح، ورأيه فوق آراء الجميع.

هو يريد شابا، قريبا من سني، وله من الأموال والأراضي، ويشترط أن يكون من خارج قريتنا منعا لأن يقول أحدهم أنه كان هناك بيني وبينه شيء مثلما حصل معه ووالدتي عندما كانوا على معرفة ببعض، والجميع كان رافضا لزواجهم، وبالرغم من ذلك فقد تم.

وأنا أريده، وهناك قبول، وأهله مرحبون بي، ولا أعرف ما أفعل في أمري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يهدي والدك للخير، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الأمر الحاصل فيه إشكال، وتدخل الوالد بالطريقة المذكورة ورغبته في اللجوء إلى المنجمين؛ كلُّ ذلك من الأمور التي لا تُقبل من الناحية الشرعية.

ولكننا نذكّرك بضرورة البر وحسن التعامل مع هذا الوالد، واتخاذ سبل الحكمة والطرائق الجميلة، واستخدمي التواصل مع الأعمام والعمَّات والأخوال والخالات، حتى يؤثّروا على الأسرة، ودعيهم يتكلمون بلسانك، إذا كانوا لا يقبلون الكلام منك فهناك مَن ينبغي أن ينوب عنك، وأعتقد أنك ما ينبغي أن تستسلمي.

أمَّا بالنسبة للشاب: فعليه أن يُكرر المحاولة تلو المحاولة، ويأتي بالوجهاء حتى يُدخل الوالد في حرج، لأنه ليس له سبب شرعي لهذا الرفض أو لهذا المنع.

وعلى كل حال: ندعوك إلى حسن البر لوالديك، وكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، اتخاذ الأساليب الحكيمة، عدم الدخول في مواجهة أو مناقشة مع الوالد، ترك المناقشة مع الوالد للكبار وللوجهاء، ومع والدتك كذلك الخالات والعمّات والصالحات من الداعيات، لأن هؤلاء لهم تأثير كبير، وأيضًا الحرج يُرفع عنك.

كذلك من المهم مراعاة الأعراف والتقاليد الاجتماعية، لأن مصادمتها تجلب لك الأتعاب، فالطريقة التي يفكّر بها الوالد تدلُّ على أنه متأثر بالأنماط الاجتماعية الموجودة، ورغم أنه تزوج بالطريقة المذكورة، إلَّا أن تذكيره بذلك والمقارنة بذلك قد تُزعج الوالد، فتجنبي كل ما يُزعج الوالد، واجعلي هدفك الوصول لما تُريدي بالحكمة وبالطريقة المناسبة، وأيضًا دعي الآخرين – كما قلنا – من الكبار يتكلموا بلسانك.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً