الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بملل وحيرة في علاقتي بخطيبتي .

السؤال

السلام عليكم .

تقدمت لخطبة فتاة من أقاربي منذ ثلاثة شهور، مع ثناء أمي وأبي أنها فتاة ذات خلق وأدب وجمال، مع العلم أنني لم أكن أتحدث معها أو أرها من قبل، وقد تمت الخطبة، والحمد لله، مع العلم أنني في بلد خارج البلد التي تعيش فيها خطيبتي، وكنا نتحدث فقط عبر الانترنت.. أحببتها وأحبتني، وأمضينا أوقاتا سعيدة، لكن بعد مرور وقت من الخطوبة بدأت أشعر أن مشاعري تجاهها بدأت تقل وأشعر أن الملل بدأ يسود في حديثنا؛ لأنه لا يوجد حديث مشترك بيننا فاهتماماتها تختلف عن اهتماماتي، وأشعر أنها لا تهتم بي كثيرا.

بعض الأوقات يمر يوم كامل بدون أن ترسل لي رسالة حتى على الرغم من أنها تخبرني أنها تحبني كثيرا، ولا تستطع الابتعاد عني وتخبرني أنها تخاف أن أغير رأيي عندما آتي للزواج، أو شيء من هذا القبيل، ولكن اهتمامها بي لا يخبرني بهذا حقا، على الرغم من أنني فاتحتها بهذا الموضوع عدة مرات، لكن لا ألاحظ اختلافا..

أشعر بالحيرة ولا أستطيع أن أضع الانفصال خيارا أمامي؛ لأنني ما زلت أحبها وأخشى الله أن أكسر بخاطرها كفتاة ذات خلق وعفة؛ لأنها تخبرني أنها تحبني..

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الابن الكريم – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وشكر الله لك ولوالديك حُسن الاختيار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدك في الدنيا وفي دار القرار.

لا شك أن خطبة الفتاة والتواصل معها والشعور بالارتياح والانشراح، مع وجود رغبة من الوالدين وموافقة وثناء من الوالدين على الشابة المخطوبة، كلُّ هذا دلائل على التوفيق، وعلى ضرورة الاستمرار وإكمال المشوار، ودع عنك ما تأتِ بعد ذلك من وساوس، فإن عدوّنا الشيطان لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الخير، واعلم أن مثل هذا الشعور قد يأتي للإنسان بعد مدة، وقد يأتي للإنسان بعد أن تقترب مسألة الزواج وتذكُّر المسؤوليات ونحو ذلك.

إذا كانت المشاعر الأولى إيجابية، فنحن لا ننصح بكثرة التواصل، ولا ننصح بكثرة الكلام، ولكن ننصح بسرعة إكمال المشوار، وتحويل هذه العلاقة من مجرد خطبة إلى عقد نكاح، ثم إكمال المراسيم؛ لأنه (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

إذا كانت الفتاة في بلدٍ وأنت في بلدٍ فلها العذر، دائمًا الغائب له أعذار، وأيضًا كونها لا تستطيع أن تتواصل معك لا يعني بالضرورة أنها لا تُحبك، خاصة بعد أن أعلنت لك عن حبّها، وأنت أيضًا أعلنت عن مشاعرك الإيجابية تجاهها، أرجو ألَّا تفكّر أبدًا في مسألة الطلاق أو الفراق أو فسخ الخطبة، كلُّ ذلك من الأمور التي لا نؤيدها لاعتبارات كثيرة:

الاعتبار الأول: أنكم أحسنتم الاختيار، وبدأتم المشوار بداية صحيحة، فيها ميلٌ وانشراحٌ وارتياح.
الأمر الثاني: هذا المؤشّر، كونها تتأخر أحيانًا في التواصل لا يدلُّ على ما في نفسك من عدم رغبتها وعدم صدق محبتها لك.

الأمر الثالث هو أننا ينبغي أن نعامل بنات الناس كما لو كنَّ أخواتٍ لنا أو عمَّات أو خالات، فما لا يرضاه الواحد مِنَّا لأخواته وعمَّاته وخالاته ما ينبغي أن يرضاه لبنات الناس.

أسعدني جدًّا خشيتك أن تكسر خاطرها كفتاة ذات خُلق وعفّة، وأيضًا سيكون أهلك في حرج كبير بمجرد شعورهم التفكير بهذه الطريقة، ولذلك أرجو أن تتجنب هذه الأفكار السالبة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً