الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أبر أمي وأنسى أذاها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ترددت كثيرا قبل إرسال الاستشارة.

أصبحت لا أدري ماذا أفعل؟ مشكلتي مع أمي منذ الصغر، فهي تؤذيني بالكلام كثيرا، وتسخر مني، وكنت طفلة لا أدري معنى الكلام، ولكن كنت أبكي كثيرا، وكانت أختي الصغرى تردد هذا الكلام، وكنت أشتكي لأمي فتضحك، ولا تقول لها شيئا، وعندما كبرت لم أستطع نسيان هذا الكلام، وهي لا زالت مستمرة به، مع أني وضحت لها كثيرا أني أتأذى، فتتوقف فترة، ثم تعود وتقول أني عديمة الشعور ولا أتأذى من الكلام كما أدعي.

تعبت كثيرا، وصرت أتجنب الكلام معها، لأني لم أعد أحتمل وتعبت من كثرة البكاء، وصار قلبي يؤلمني كل ليلة، علما أني أساعدها في أعمال المنزل وتربية أخوتي، فهل تجنبي الكلام معها من العقوق؟ لأني أخاف عقاب الله، ومجرد الفكرة تجعلني أبكي، لا أريد أن أكون عاقة، ولكن لم أعد أحتمل، فماذا أفعل لأنسى وأبرها على أكمل وجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح أحوالك، وأن يلين قلب أمك عليك، والجواب على ما ذكرت:

- البر بالوالدة واجب شرعي في كل حال، ولقد أحسنت بكونك بارة بالوالدة، فاستمري في ذلك، فهو خير لك في دينك ودنياك وآخرتك.

- ما تشتكين منه من تعامل الوالدة، وبكونها تسخر منك ونحو هذا، الأمر يسير -إن شاء الله-، ويحتاج الأمر إلى المزيد من الصبر والتحمل، وشيء من التغافل وكأن شيئا لم يكن، حتى لا يؤثر الأمر على نفسيتك.

- ومما أنصحك به في معالجة الأمر أن تتحاوري مع الوالدة، وتبيني لها خطأ ما تفعله، وأن هذا الأمر يسبب لك أذى، وإذا لم تقتنع فيمكن أن تكلمي أحدا ممن يقدر على إقناعها.

- ومن جانب آخر هناك احتمال أن الوالدة تمزح معك ولا تقصد الأذى لك، ومع هذا فتنبه على تركه.

- وأخيراً: لست معك في ترك الكلام أو هجر الوالدة، لأن هذا من العقوق، ويلزم عليك أن تستمري في برها والإحسان إليها، ومع الأيام ستغير الوالدة تعاملها معك، وأكثري من الدعاء بأن يؤلف بين قلبك وقلب الوالدة، وأن يجعلها رفيقة بك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً