الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مريض الفصام مستبصر بمرضه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مدرس علم نفس، أريد معرفة بعض الأشياء عن الفصام لموضوع ماجستير.
1- هل مريض الفصام مستبصر بمرضه؟
2- هل يعلم أسماء الأدوية؟
3- الأصوات التي يسمعها يفصح عنها؟
4- الذاكرة تتأثر بمعنى إذا سألته سؤالا عن مكان سكنه وأجابني ثم سألته مرة أخرى يجيب نفس الإجابة؟

5- الذاكرة المتأثرة قصيرة المدى أم طويلة المدى؟

6- هل يتذكر أشياء مر عليها سنوات؟

شكرا مقدماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في الشبكة الإسلامية.
سوف أحاول -إن شاء الله- بقدر المستطاع أن أعطيك إجابات مقتضبة.

السؤال الأول: هل مريض الفصام مستبصر بمرضه؟
في بعض الأحيان نعم، هناك بعض مرضى الفصام لديهم إدراك بحالتهم، وإن كانوا لا يعتقدون في وجود المرض بالكليّة، وطبعًا المريض بعد أن يتحسّن ويتناول الطبيب – إذا وجد الطبيب الممتاز الذي يشرح له تفاصيل المرض – سوف تتحسَّن بصيرته.

السؤال الثاني: هل يعلم المريض أسماء الأدوية؟
نعم، معظم مرضى الفصام يعلمون أسماء أدويتهم تمامًا، وطبعًا هذه مسؤولية الأطباء المعالجين، من حق المريض أن يعرف اسم الدواء وكيفية فعاليته، ونحن نحرص تمامًا على هذا الجانب، أي أن يكون الإنسان مُدركًا لعلاجه وطبيعته وأنواعه، طبعًا بصورة مختصرة وليست بصورة علمية معقّدة، فمعظم المرضى يعرفون أدويتهم.

السؤال الثالث: الأصوات التي يسمعها هل يُفصح عنها؟
بعض المرضى يحاولون إخفاء هذه الأمراض؛ لأن لديهم بصيرة جزئية أنها أمرٌ شاذ ولا يمكن الحديث عنه، لكن من خلال مناظرتهم وسؤالهم بصورة فنّية يستطيع الطبيب المقتدر أن يعرف وجود هذه الهلاوس السمعية من عدمه، وهذه الأصوات لها عدة جوانب وعدة نواحي وعدة سمات، كلٌّ له أهميته الخاصّة.

سؤالك عن الذاكرة: مريض الفصام ليس لديهم مشكلة في الذاكرة، بل يتذكّر ويُسجّل المعلومات ويُخزّنها ويُشفِّرها ويمكن استعادتها، لكن هنالك نوع من الضعف المعرفي العام البسيط، وهنالك شيء من عدم الاهتمام، وهنالك شيء من الانشطار عن الواقع، لذا تجد أن المريض قد يعطيك انطباعًا أنه لا يعلم المعلومة، وإن كان هو يعرفها، لكن عدم اهتمامه بها قد لا يجعله يستذكرها.

الذاكرة المتأثرة قصيرة المدى أم طويلة المدى؟
في حالة أن يكون المرض في شدته وفورته فإن الذاكرة قصيرة المدى تعتل؛ لأن الإنسان لا يستقبل المعلومات بالصورة الصحيحة، ولا يستطيع تمحيصها وتشفيرها وتسجيلها وتشفيرها وتخزينها، وهذه هي المراحل المهمة جدًّا في الذاكرة.

أمَّا بعد أن يهدأ المريض وتقل عنه الهلاوس مثلاً والضلالات، ويتحسن تركيزه قطعًا ذاكرته سوف تتحسّن للمدى القصير وكذلك للمدى الطويل.

السؤال السادس: هل يتذكر أشياء مرَّ عليها سنوات؟
نعم بعض المرضى يتذكرون، وبعض المرضى لديهم اهتمامات خاصة في أشياء خاصة، قد يذكرونها لك، لكن طبعًا هذا المرض أحيانًا يكون مرضًا مُطبقًا وشديدًا جدًّا لدرجة أنك تعتقد أن المريض قد افتقد الذاكرة، ولذا البروفيسور (كريبلين kreaplin) في عام 1898 وهو عالم ألماني يُعتبر هو أبرع طبيب نفسي حين وصف الفصام لأول مرة اعتبره نوعًا من الخرف، اعتبره نوعًا من افتقاد الذاكرة، لكن بعد ذلك أتى العالم الألماني الآخر والذي يُسمَّى (بلولر Bleuler) عام 1911 ووصف الفصام وأثبت أنه ليس مرضًا مرتبطًا بعلة الخرف.

بارك الله فيك – أخي الكريم – وأشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد في رسالتك وبحثك، وأن تصل إلى ما تبتغيه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً