الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب نوبات التشنج التي تنتابني؟

السؤال

السلام عليكم.

قبل سنتين فقدت الوعي في امتحان الرياضيات، وقال الطبيب بأنها حالة عرضية، ونتيجة ضغط وتوتر، ولكن عادت لي الحالة بعد شهر ونصف تقريبا، وتوالى علي فقدان الوعي، وصنفه الدكتور بزيادة شحنات كهربائية في الدماغ تفضي لتشنجات، وأعطاني علاج كيبرا، وطبعا وقتها عملت تخطيطا للدماغ وصورة رنين مغناطيسي أكثر من مرة، وتبين أنه لا يوجد أي مرض عضوي في الدماغ، ومع ذلك استمررت بتناول العلاج، لا أدري لماذا؟

قبل شهر طلب عمل تخطيط دماغ لمدة 12 ساعة متواصلة، ولما رأى الدكتور التقرير زادت حيرته وطلب مني أن أتوقف عن أخذ العلاج تدريجيا، وتقريبا مضى علي شهر توقفت فيه عن العلاج.

البارحة حدث معي تشنج أثناء النوم (كنت يومها ألعب كرة القدم)، فهل يمكن أن يكون العامل النفسي أو الإجهاد من لعبة القدم يفضي لحدوث تشنج دون أن تكون هناك مشكلة عضوية بالدماغ؟ وما الحل برأيكم؟ ماذا أفعل فقد استنفذت حلولي ونفسيتي أشبه بالحطام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

بعد أن حدثت لك هذه التشنجات، قمتَ بكل الإجراءات الطبية المطلوبة، وقابلت طبيب الأعصاب، وتم إجراء الرنين المغناطيسي للدماغ، وتخطيط الدماغ، وكلها كانت سليمة، وهذا شيء طيب جدًّا ومُشجع.

الفحوصات الطبيعية مائة بالمائة لا تنفي تمامًا أن هنالك اضطرابا بسيطا أو زيادة في كهرباء الدماغ، هنالك حالات معروفة تمامًا، ثلاثون بالمائة من الحالات التشنُّجية لا يكون هنالك أي متغيّر عضوي واضح في الدماغ، وهذا النوع من الحالات يُعتبر حالات بسيطة، لكن لابد أن تُعالج.

أنت أخذت عقار (كيبرا) وهو من أفضل الأدوية، وبعد ذلك تمّ التوقف منه، وأتتك هذه النوبة في أثناء النوم، وما دام قد أتتك النوبة في أثناء النوم هذه نعتبرها نوبة مهمَّة، لأن الإنسان وهو نائم لا يشعر، ولا يمكن أن يحدث هذا التشنّج إلَّا إذا كان هنالك متغيّر كيميائي في كهرباء المخ، وهذا في حد ذاته يُعتبر مصدرًا تشخيصيًّا مهمًّا جدًّا، أي أنه من المفترض أن تأخذ العلاج مباشرة ولا شك في ذلك، والعلاج في هذه الحالة يكون لمدة عامٍ على الأقل، والمبدأ الرصين والسليم هو أنه من الأفضل أن يكون الإنسان على العلاج وألا يترك العلاج، إنْ كانت هناك شكوك حول التشخيص فالأحوط والأضمن هو أن يأخذ الإنسان العلاج، لكن لن تحتاج له لمدة الثلاث سنوات التي هي عادة المدة المقررة لعلاج مثل هذه التشنجات.

فنصيحتي لك: أن تذهب وتقابل طبيب الأعصاب مرة أخرى، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يعطيك جرعة صغيرة من الدواء، وعمومًا التشنجات الليلية نعتبرها أخفّ أنواع التشنجات، حتى للدرجة التي أنها لا تمنع الإنسان من قيادة السيارة، وهذا طبعًا دليل قاطع على أن الموضوع بسيط وخفيف.

الحمد لله تعالى لا يوجد لديك التهابات في الدماغ، أو مرض عضوي، أو تصلب شُرياني، أو أورام أو شيء من هذا القبيل، هذا كلُّه غير موجود والحمد لله على ذلك.

التغيرات الكهربائية هذه تحدث ويكون أثرها دقيقا جدًّا، يعني تكون هنالك بؤرة صغيرة غير مرئية بهذه الوسائل الفحصيّة – كالرنين المغناطيسي وخلافه – بالرغم من دقتها، لأن البؤرة صغيرة جدًّا، وليس بإمكان هذه الوسائل الفحصية أن تتعرَّف عليها.

فيا أخي الكريم: أمورك إن شاء الله طيبة، ونفسيتك إن شاء الله ترتفع، وتأخذ علاجك، وتعيش حياة طبيعية جدًّا، ليس هنالك ما يجعلك أن تكون في همٍّ وفي غمٍّ، على العكس تمامًا، والحمد لله تعالى أنك الآن قد اكتشفت هذه الحالة وتأكدت من خلال التشنجات التي حدثت في أثناء النوم، وما جعل الله من داء إلَّا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً