الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي صديق استغلالي يعيش معي، فكيف أعامله؟

السؤال

لدي صديق استغلالي يعيش معي، دائماً ما يستعمل أشياء خاصة بي، ويأكل من الطعام الذي أحظره من منزلي، وعندما ينتهي لا يشتري هو أي شيء.

علماً أن ظروفه المادية جيدة، وظروفي المادية سيئة، ونحن ندرس، وأنا أمثل عبئاً على عائلتي، ولا أستطيع طلب المزيد من المال منهم.

السبب هو صديقي يستعمل كل ما يخصني من طعام وشمبو استحمام، ومثبت شعر، ومال ومياه، لا أريد أن أخبره بالتوقف عن ذلك، لأني أخجل وأخاف أن يشعر بالإهانة بصراحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Naim Mejdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على الخير الذي فيك، ونسأل الله أن يوسع عليك، وأن يُبارك فيك، وأن يجعل صديقك هذا يتفهم هذه المشاعر، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أرجو أن تعلم أن الصداقة الحقة تقوم على النصح، وتقوم على قاعدة الإيمان بالله تبارك وتعالى، وأن المحافظة على الصديق الصالح مطلبٌ شرعي، لكن كلُّ ذلك ليس على حساب مثل هذه الأمور التي لا بد أن تكون فيها شفافية، وليس هناك حرج في إخبار هذا الشاب بأنك تمرُّ بظروف صعبة، وأنكم بحاجة إلى أن تشتركوا في إعداد الأشياء التي يكون الاستخدام فيها لكم جميعًا، لا حرج في ذلك، وما ينبغي أن تُدخل نفسك في الحرج، لأن الأمر يترتب عليه وجود تراكمات، وهذا ليس في مصلحة الصداقة.

لذلك الصداقة من أهم عناصرها: الوضوح، النصح، الصراحة، هذه معاني لا بد أن تكون بين الأصدقاء، فعليك أن تختار الوقت المناسب والأسلوب المناسب، وتعرض على صديقك المعاناة التي تحصل معك والظروف التي تمرُّ بها أُسريًّا، وأنك بحاجة إلى أن تكون هذه الأمور التي فيها استخدام مشترك فيها نوع من التعاون، مرة يأتِي بها، وتجمعون أموالاً وتشترون مع بعض، المهم هكذا الصداقة، وهذا اختبار فعلي لصداقته.

لذلك أرجو ألَّا يجعلك هذا الخجل ألَّا تنصح لهذا الصديق، وفعلاً هذا خجل، لأن الخجل يختلف عن الحياء، الخجل هو الذي يترتب عليه ضياع حقوق بالنسبة للإنسان، يترتب عليه حرج.

لذلك أرجو أن تختار الوقت المناسب والأسلوب المناسب، وتجتهد أيضًا في أن تحترم مشاعره، وهذا متوفر، وهو أيضًا ينبغي أن يحترم مشاعرك ويُقدّر ظروفك، وإلَّا فما فائدة الصداقة؟! ما فائدة الصداقة إذا كان الإنسان يريد أن ينتفع من الصديق ولا ينفع الصديق وهو قادر على ذلك النفع؟!

أرجو ألَّا يكون هنالك حرج في هذه المسألة، وما عليك إلَّا أن تختار الوقت المناسب، والأسلوب المناسب، ولا مانع من أن تبدأ على شكل مزاح، تُبيِّنُ له أن هذه الأمور ينبغي أن نشترك فيها، أو نُغيّر طريقة التعامل، نجمع أموالاً متساوية ثم نشتري الأشياء التي فيها استخدام جماعي.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وهذه وصيتُنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يزيدك خيرًا وفضلاً ومالاً وبِرًّا وتوفيقًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً