الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التريتيكو يعالج الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري بشكل جيد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري منذ فترة طويلة، حيث أتصبب عرقا وأرتبك وأحبط عند الاختلاط بالناس، ولم أدرك في ذلك الوقت أنه مرض ويمكن معالجته، مما جعلني أتعاطى الكلونازيبام على مدار 8 سنوات.

منذ سنة قررت أن أتعالج من الكلونازيبام، وأخذت برنامج العلاج من طبيب المعالج للإدمان، فبدأت بالعلاج في البيت عن طريق دواء تريتيكو 150 ليلا، والامتربتيلن 3 حبات في اليوم، استمررت عليهما فترة 8 شهور، شعرت بتحسن المزاج، والخلل الذي يحدثه أعراض انسحاب البنزودايزيبين من الجسم، ومنذ شهرين طلب مني الطبيب المعالج للإدمان تقليل جرعات الدواء بالتدريج؛ لكي أترك دواء التريتيكو والامتربتيلن.

بعد أسبوعين حدثت لي انتكاسة، وراجعت طبيبا نفسيا، وصرف لي نفس الأدوية التريتيكو بجرعة 300 مج، و3 حبات تربتازول، وازدادت أعراض الاكتئاب والارتباك الشديد والوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، حتى أصبحت من شدة الوسواس القهري أشك في علاجات الطبيب وفعالية الدواء.

قرأت عن مواضيع بهذا الشأن، وعندي اعتقاد أن دواء التريتيكو لا يعالج الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، وأن الباروكستين أو البروزاك أكثر فعالية من التريتيكو، وأود استخدامهما، لكن الطبيب رفض، وأخبرني أن تغيير الدواء ربما يؤدي إلى تفاقم وشدة الأعراض، فهل التريتيكو يعالج هذه الأمراض؟ أو تغييره أفضل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أرسلان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أن يكون الإنسان مُصابًا باضطراب الرهاب الاجتماعي ويُحاول علاجه بأخذ مُهدئات – أو أحيانًا بعض الناس يلجؤون إلى شُرب الخمر أو الكحول ممَّا يؤدي إلى إدمانهم عليه، وفي حالتك لجأت إلى الـ (كلونازيبام Clonazepam) وهو طبعًا مُهدئ ومضاد للقلق من فصيلة الـ (بنزوديازيبينات benzodiazepines)، ولكنه للأسف يؤدي إلى الإدمان، وهذا ما حصل معك، استعماله لمدة ثمانية سنوات أدّى إلى إدمانك، ولذلك علاجك الآن يجتمع في شيئين:

الأول: التخلص من إدمان الكلونازيبام، وهذا ما فعله معك الطبيب بنجاح وأعطاك الـ (تريبتزول Tryptizole) والـ (تريتيكو Trittico)، والتريتيكو – أخي الكريم – هو علاج مضاد للاكتئاب، ومُهدئ قوي يُعرف باسم (ترازودون trazodone) وفعلاً يُساعد في التخلص من إدمان الكلونازيبام، لأنه مُهدئ قوي، وهذا ما نجحت فيه -أخي الكريم-.

أمَّا الشيء الثاني الذي يجب أن تبدأ فيه بعد التخلص من الإدمان فهو: علاج الرهاب الاجتماعي، وعلاج الرهاب الاجتماعي طبعًا إمَّا أن يكون بالأدوية، أو بالعلاج السلوكي المعرفي، والأفضل أن يكون بالاثنين معًا، العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي المعرفي.

ولكن التريتيكو أو الترازودون ليس من الأدوية المعروفة بأنها تُعالج الرهاب الاجتماعي، الرهاب الاجتماعي عادةً يُعالج بالأدوية من فصيلة الـ (SSRIS) كما ذكرت أحدها الـ (باروكستين Paroxetine) أو الـ (سبرالكس Cipralex) أو الـ (سيرترالين Sertraline) أو من أدوية الـ (SSNRS) مثل الـ (فينلافاكسين Venlafaxine).

لذلك أرى أن تأخذ واحدة من هذه الأدوية مع العلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي المعرفي مهم جدًّا في علاج الرهاب الاجتماعي، وأفضل من أن تستعمل الأدوية لوحدها.

إذًا أنت تحتاج لاستعمال واحدة من هذه الأدوية – أدوية الـ SSRIS – مع برنامج للعلاج السلوكي المعرفي، وعليك أن تحاول إقناع الطبيب بهذا، وإذا أصرَّ فلك الحق في اللجوء إلى طبيب آخر، لأنه علميًّا التريتيكو لا يُساعد في العلاج، أو ليس من الأدوية التي تُعالج الرهاب الاجتماعي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً