الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة النسيان وعدم التركيز، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 17 سنة، لا حظت مؤخرا أنني أعاني من مشكلة النسيان وعدم التركيز، إذ لاحظت أنني إذا كنت في الفصل أو في رفقة أصدقائي سريعا ما يجول في عقلي أفكار أخرى وتضيع عني أحاديث أصدقائي، وكذلك كلما كلفت بعمل أو موعد سريعا ما أنساه، وهذا قد أثر كثيرا على صحتي النفسية، أصبحت أحس بالإرهاق وعدم الشهوة لفعل أي شيء، وأنا قلق خاصة وأنني أمام امتحان الباكالوريا الذي يتطلب كثيرا من التركيز والمذاكرة.

فأرجوكم أعطوني الحل لمشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
موضوع تشتت الذهن والأفكار وتطايرها وعدم المقدرة على التفكير وعلى التذكُّر الجيد: أمرٌ عادي في مرحلتك العمرية هذه، حيث إنك في مرحلة التكوين النفسي والذهني والوجداني، وهنالك متغيرات نفسية كثيرة يمرُّ بها الإنسان في هذه المرحلة.

فهذا التغيُّر نعتبره عاديًّا لحوالي خمسين إلى ستين بالمائة من الذين هم في عمرك، وهذه إن شاء الله تغيرات عابرة، ولن تكون أبدًا مستمرة أو دائمة.

كل المطلوب منك هو أن تعرف أن ذاكرتك لا يوجد فيها خلل، كل مرافق الذاكرة لديك من حيث استقبال المعلومات وتحليلها وتخزينها ثم إخراجها عند الحاجة؛ هذا كلُّه سليم، الذي يحدث فقط هو نوع من التشويش الوقتي لهذه العملية المتعلِّقة بتحليل الذاكرة وحفظ المعلومات والاستفادة منها.

المطلوب منك هو: تجنب الإجهاد النفسي والجسدي، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وأول الخطوات التي تتخذها هي أن تحرص أن تنوم ليلاً مبكّرًا، يجب أن تتجنب السهر تمامًا، ويجب أن تُثبت وقت النوم، مثلاً حوالي الساعة التاسعة مساءً قد يكون مناسبًا جدًّا، الإنسان حين ينام مبكّرًا – خاصة في مثل عمرك – تُفرز كل الهرمونات الدماغية الإيجابية في أثناء النوم، مثل الـ (ميلاتونين Melatonin) والـ (سيروتونين Serotonin) ومادة تُسمَّى الـ (أوكسيتوسين Oxytocin) أو ما يُسمَّى بـ (هرمون السعادة)، هذه كلها تُفرز في أثناء الليل، وحين يستيقظ الإنسان مبكّرًا، يُصلّي صلاة الفجر، يكون نشطًا ومركّزًا، ويستقبل يومه بصورة جيدة.

فاجعل هذا هو نهج حياتك كجزء من حسن إدارة الوقت، نوم ليلي مبكّر، استيقاظ مبكر، تصلي الفجر، بعد ذلك تقوم بالاستحمام، تتناول كوبا من الشاي مثلاً، ثم تدرس قبل أن تذهب إلى المدرسة، تدرس فترة ساعة إلى ساعة ونصف، هذا وقت استيعاب ممتاز، تستذكر فيه دروسك، وتذهب بعد ذلك إلى مدرستك، وقطعًا سوف تكون منشرحًا ومتفائلاً لأنك قد أنجزت إنجازات ممتازة في فترة البكور، هذه فترة الصباح والتي هي أصلاً فترة مباركة.

وبعد أن ترجع من المدرسة تأخذ قسطًا من الراحة، تتناول طعام الغداء، ثم تبدأ تذاكر مرة أخرى لمدة ساعة إلى ساعتين، هذا يكفي تمامًا، تمارس بعض التمارين الرياضية، ترفّه عن نفسك بشيء طيب وجميل، تجلس مع الأسرة، تؤدي صلواتك في أوقاتها.

فهذا هو المنهج العلاجي المطلوب في حالتك، وأريدك أيضًا أن تحرص على الرياضة، أنا ذكرتُها لك عرضًا، لكن الرياضة مهمّة جدًّا لأنها تُحسّن التركيز بصورة فعّالة جدًّا، ولابد من الترفيه على نفسك، أي شيء طيب جميل تحبه حاول أن تقتنيه وتستفيد منه، هذا مهمٌّ جدًّا، التغذية أيضًا مهمّة، لابد أن يكون غذائك متوازنًا، وركّز على الفاكهة، هذه أيضًا تفيدك كثيرًا.

أنت لست محتاج لأي نوع من العلاج الدوائي، فقط العملية التنظيمية في نمط الحياة والتي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً