الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج لإرشادات في علاج مشكلتي بعد تعاطي الكابتجون.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا كنت أتعاطى الكابتجون، ولكن ولله الحمد تركته لما يقارب الشهر.

بداية أفكاري وتعلقها بالأمراض عندما أخذني أهلي للمصحة النفسية لأتعالج من الكابتجون، كنت ذلك الوقت متعاطي كثيرا، لكن عندما خرجت من المستشفى أصبحت لدي شكوك ومخاوف من الأمراض.

عندما أسأل أهلي عن تشخيصي بالمستشفى يقولون ليس عندك إلا اكتئاب عادي فقط، ولكن أشعر أنهم يخفون عني تشخيصي فأسألهم مرارا وتكرارا.

أذكر أني سمعت الدكاتره يقولون هوس اكتئابي، وحتى رجل من التوعية أعطاني كتابا وقال لي سوف يساعدك على الهوس الاكتئابي، وكذلك لأجل التركيز.

عندما سألت أبي وأنا في فترة التعاطي قال لا تشكو من شيء، ثم أزعجته بكثرة السؤال وقال لي لديك هوس، ثم سألت أخي قال لا يعرف معناها، لأني أكثرت عليه الأسئلة، فقال لديك هوس.

أصبحت أتصل على أخي كثيرا وأسأله هل لدي زهايمر، أو ضعف بالذاكرة، والنسيان، أو مرض الصرع، وذهان الشبقي، وهوس الحب، وذهان الحب، والانفصام، هذه أكثر الأسئلة التي أكررها لأخي، فيقول لا ليس لديك، مع ذلك أكون غير مقتنع منه، لأني أحسه يخفي شيئًا.

صرت أخاف الذهاب إلى المستشفيات.

ووصف لي الدكتور بعض الأدوية وتناولتها إلا مضاد الاكتئاب؛ لأنه يذكرني بالماضي.

وكذلك أظن أن لدي الاكتئاب المبتسم أو المقنع أو المتخفي، ولكن أخي يقول أنه اكتئاب عادي. ثقتي بنفسي ضعيفة، وأشعر بالخوف، ومتعلق بالماضي كذلك.

هل ما حصل لي من آثار صدمات من الماضي؟ لأني أظن أن الصدمات والظروف التي عشتها أثرت بي كثيرا، ولدي وظيفة عسكري.

هل أحتاج لعلاج دوائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أريد أن أهنئك على هذا التوقف من الكابتجون كمخدر لعين وخطير، وأسأل الله تعالى أن تدوم هذه التوبة، ويجب أن تلتزم بشروط التوبة. لا شك أن الكابتجون يمكن أن يؤدي إلى عدد كبير جدًّا من الأمراض النفسية، منها الأمراض الذهانية الشكوكية الظنانية، ومنها أمراض الاكتئاب، والقلق، والوسوسة، والمخاوف، لكن أكثر الأمراض شيوعًا هي أمراض الذهان الباروني أو الظناني.

أيَّا كانت المتغيرات التي حدثت لك لا شك أنها كانت إحدى العلل النفسية الرئيسية، والحمد لله تعالى بعد التوقف وبعد العلاج التأهيلي – وربما الأدوية التي أعطيتْ لك – الآن حالتك تحسّنت، ومن الواضح أنك مستبصر، وأنك مرتبطٌ بالواقع، وأن حكمك على الأمور حكم صحيح، وعلى ضوء ذلك يجب ألَّا تعيش في الماضي، الماضي يجب أن تغلق بابه، وتكون توبتك توبة نصوحًا – كما ذكرتُ لك – وعليك أن تعيش الآن بقوة وأملٍ ورجاء، وقوة الحاضر دائمًا أفضل ممَّا مضى، عش الحاضر بقوة وبثبات، وضع الخطط السليمة لإدارة حياتك، واجعل لحياتك معنىً، والحياة لا يمكن أن يكون لها معنىً دون أن يكون الإنسان مفيدًا لنفسه ولغيره، وهذا لا يتأتَّى إلَّا من خلال العمل والاجتهاد، وأن يكون الإنسان دائمًا يدًا عُليا.

أنا أريدك أن تسير على هذه المنهجية، هذه هي المنهجية الصحيحة، وهي المنهجية التي ترتقي بحالتك نفسيًّا بشكل واضح -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: طبعًا الشيء المثالي هو أن تتناول أحد مضادات الذُّهان، وليس لديك الآن حقيقة عرض ذُهانيّ، لكن يُفضّل عقار مثل الـ (رزبريادون) مثلاً بجرعة اثنين مليجرام ليلاً، ويُضاف إليه عقار بسيط مُحسِّنٌ للمزاج، مثل عقار (سبرالكس) مثلاً، بجرعة عشرة مليجرام. هذه قد تكون أدوية كافية، وهي أدوية بسيطة وسليمة، لكن قطعًا بذهابك إلى الطبيب الذي كان يُعالجك داخل المستشفى – والذي كان يُتابع حالتك – سوف يضع لك إن شاء الله الخطة العلاجية الدوائية التي يراها أنسب بالنسبة لك.

فأرجو أن تراجع طبيبك، وأرجو أن تأخذ بما ذكرتُه لك من إرشاد، ونحن سعداء جدًّا على مواصلتك وثقتك في الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً