الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجنب أذى قريبتي؟

السؤال

السلام عليكم.

تأذيت من قريبة لي أشد الأذى، حتى وصل بها الأمر للسحر والعياذ بالله، وسببت لي مشاكل عديدة مع والدي وبعض أفراد الأسرة، حاولت بشى الطرق أن أتجنبها وأتجنب أذاها، لكن دائما أجدها تبحث ورائي، فكيف أستطيع التخلص من شرها والحذر منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريماز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نشكر لك صبرك على إيذاء قريبتك هذه وعدم مبادلتك الإساءة بالإساءة، وهذا دليل على حُسن في إسلامك ورجاحة في عقلك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا، وأن يحميك من كل مكروه.

وثانيًا: نصيحتُنا لك –ابنتنا الكريمة– أولاً أن تُقوي علاقتك بالله تعالى، فهو خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين، وأن تتيقّني أن الناس لا يستطيعون أن يضرُّوك بشيءٍ إلَّا بقدر الله تعالى، وهذه وصيَّةُ النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمِّه وحبيبه حين قال له: ((واعلم أن الأُمة لو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ لن يضرُّوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله عليك)).

فلا تُبالي إذًا بما يكيده لك الناس، وإن عَظُمَ كيدُهم وكبُرتْ حيلتهم، فالله تعالى بالمرصاد، فأحسني علاقتك بالله، واعلمي أن التحصُّن بذكر الله تعالى – وخاصة قراءة القرآن، وخاصّة سورة البقرة – يحميك بإذن الله تعالى ممَّا تتوهّمين منه من وقوع السحر، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم سورة البقرة بأنها (لا تستطيعها البطلة) يعني السحرة.

فداومي على قراءة القرآن وعلى سورة البقرة وآية الكرسي، وتحرّزي وتحفّظي بالأذكار على الدوام، وخاصّة الأذكار الموظّفة خلال اليوم والليلة، أذكار الصباح والمساء، والنوم، والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، ونحو ذلك.

ونصيحتُنا ثالثًا: ألَّا تسمحي بمجرد الوساوس والأوهام أن تتسيطر عليك، وألَّا تتهمي أحدًا بأنه يصنع لك سحرًا من دون بيّنة، فإن الشيطان يحاول أن يُفسد العلاقات بين الناس بكل وسيلة، ومن ذلك أن يُلقي في قلوب الناس هذا النوع من الأوهام، فينبغي للمسلم والمسلمة الحذر من مثل هذا، وقد أرشدنا الله تعالى إلى القول الحسن مع الناس، وحذّرنا من كيد الشيطان فقال: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ}.

رابعًا: ننصحك بالإحسان إلى هذه المرأة، فالإحسان إليها ينزع ما في قلبها من الغِلِّ والحقد والحسد لك، وقد أرشدنا الله تعالى إلى التعامل مع أعدائنا من بني الإنسان، كما أرشدنا إلى التعامل مع أعدائنا من الشياطين، فقال في سورة فصلت: { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وهذا توجيه في حق الشيطان، فإذا أردنا أن نفرّ من كيد الشيطان فعلينا أن نستعيذ بالله تعالى، فإذا استعذنا بالله فرَّ الشيطان وهرب، وقبل هذه الآية أرشدنا الله تعالى إلى التعامل مع عدوّنا من الإنسان، فقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.

فاستعيني بالإحسان فإنه من أعظم الأسباب لنزع ما في النفوس من الغِلِّ والحقد والحسد.

نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير، وأن يحميك من كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات