الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يعتمد علي ولا يتحمل المسؤولية.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف أتقبل حياتي، فأنا أم لطفلين، وزوجي لا يعمل؛ لأنه يريد العمل الذي في مزاجه، ولا يقبل بأي عمل لتغطيه متطلباتنا، ولو بشكل مؤقت، أصبحت أنا الأم والأب لأبنائي، أدفع لهم متطلباتهم من رسوم المدارس الخاصة، وإيجار المنزل، ومتطلباته من وإلى؛ لأني أعمل.

في البداية كنت أدعم زوجي وأساعده؛ لأني أرى أنه لم يتوفق بعمل ثابت؛ لأن الله لم يشأ له ذلك، إلى أن أصبحت عادة عند زوجي، وعجبه الأمر بأني أتحمل كل المسؤولية بدله، لكني وصلت إلى مرحلة من التعب النفسي، وتعبت صحتي، أريد أن أرتاح وأن يتحمل زوجي مسؤوليتنا، ولكن زوجي لا يفهمني، ففي كل نقاش بهذا الموضوع يصل إلى الضيق بيننا، ويتهمني بأني لا أقدره ولا أقدر ظروفه.

للعلم أني منذ أن تزوجته، وأنا أعمل في المنزل وخارج المنزل إلى أن كثر وثقل الحمل علي، ماذا أفعل لي الآن منذ زواجي 10سنوات، فمتى سيأتي دور زوجي لتحمل المسؤولية، لا أستطيع ترك عملي؛ لأنه مصدر رزقي أنا وأطفالي ولا أستطيع الذهاب إلى بيت أهلي؛ لأني لن أرتاح معهم، ولن يتقبلوني، فماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل التحايا لك.
سيدتي الفاضلة: حياتنا مليئة بالمشاكل، والمتاعب والمسؤولية تقع على عاتق الزوجين في بعض الأمور، وبعضها يقع على عاتق الزوج مثل النفقة وحماية الزوجة وتوفير الأمان لها، ولا يحق لزوجك أن يأخذ من مالك أو بعضه، ويعتبر مستغلاً لحبك له وخوفك على بيتك وعلى نفسك من الطلاق، وهذا الأمر مؤسف جدًا أن نجد بعض الرجال يعيشون على أموال زوجاتهم دون أن تهزهم نخوة الرجولة والمروءة.

ولم تخبرينا كيف هي علاقته بالطاعات؟ هل هو قائم بصلاته؟ ولم تخبرينا عن سماته الإيجابية، هل هو إنسان حنون على أبنائه وبار لوالديه؟

عليك أن توازني بين ما لا يعجبك بزوجك وما فيه من صفات حسنة؛ حتى تستطيعي ممارسة حياتك الزوجية، والحفاظ على حياة أولادك، وتربيتهم في ظل أجواء ومناخ مناسب للصحة النفسية.

احتسبي ما تنفقينه في بيتك -جعله الله في ميزان حساناتك-، ولك الأجر -إن شاء الله-، واقرئي قول الرحمن: {وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه}، فعند الله لا تضيع الودائع يا عزيزتي أم البراء.

أما بالنسبة لما وصلت إليه صحتك ونفسيتك من إرهاق وتعب، فلكل هذا أقول لك ما يتوجب علي أن أنصحك به للحفاظ على نفسيتك أولًا، ثم مملكتك الزوجية وأبنائك قرة عينك وفلذات أكبادك:

اختاري الوقت المناسب، واجلسي مع زوجك جلسة مصارحة، ووضحي له أنك تعانين من الاتكال عليك بالنفقة عليه وعلى الأبناء منذ أكثر من عشر سنوات، وأن نفسيتك وصحتك بدأت تتدهور؛ وهذا سوف يؤدي بك إلى عدم المقدرة على الذهاب إلى العمل، واسأليه هل يناسبه هذا الوضع؟ وهل يرضى لك هذا الضرر وأنت زوجته وحبيبته؟ وقولي له: إن الزواج مودة ورحمة، وسكينة وشعور بالأمان، ولذلك عليه أنّ يندفع للعمل ويرضى بأي وظيفة، ثم يبحث عن الأحسن والأفضل.

اقرئي لزوجك هذه الآية الكريمة؛ لعل الله يحدث بعد ذلك خيرًا، يقول الباري في كتابه الحكيم: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} فهذه الآية تدل على أن النفقة من واجب الزوج الذي خصه الله تعالى بالقوامة، وتقصيره بها تجاه زوجه وأبنائه يؤدي إلى الإثم.

أكثري من الدعاء لك ولزوجك؛ فالله عز وجل يجيب دعوة الداع المضطر، واحرصي على عمل الطاعات، واشكري الله على ما حباك من نعم من زوج وأبناء وعمل.

وإذا لم تصلي مع زوجك إلى حل، فمن حقك أنّ تشتكي وتعترضي من تولي النفقة على نفسك وزوجك وأبنائك، فلا تنتظري أكثر واستعيني بأحد المشايخ عبر أحد محارمك، أو أحدا ممن له تأثير عليه من محارمك أو غيرهم، وأخبريه بمعاناتك مع زوجك، وهو بدوره وبطريقة غير مباشرة يخبره عن واجب الزوج تجاه زوجته وبيته، وما له وما عليه من حقوق في بيته.

أسأل الله جل جلاله أن ييسر أمورك، ويصلح حال زوجك، وأن يهديه إلى الصراط المستقيم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً