الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ندمت على المعاصي لكني أخشى عقوبة الله!

السؤال

السلام عليكم.

كنت شابا مستهترا، وأشاهد أشياء محرمة، والآن أنا نادم على ما فعلت، وخائف من عقاب الله، وأي شيء يحدث لي أشعر أنه عقاب من الله، وخائف أن يعاقبني الله ويحرمني من أشياء كثيرة، وأحس أنه لن يقبل صلاتي، ماذا أفعل حتى يتقبل الله توبتي ويستجيب دعائي؟ وهل ممكن أن يقبل الله دعائي ويهبني ما أريد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله يوفقك إلى كل خير، وجوابي على ما تفضلت به يكمن في الآتي:

- الإنسان بطبعه يقع منه الخطأ ولا يمكن أن يعصم منه أحد، وقد تعبدنا الله إذا وقعنا في المعصية أن نسارع إلى التوبة، عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ".رواه الترمذي.

- ثم اعلم أن أي ذنب كان منك في الماضي وتبت منه فإنه يمحى عنك، ولا ينبغي أن تتصور أنك ما زلت مذنبا، فالله غفور رحيم يغفر الذنب ويقبل التوبة عن عباده.

- وتكون التوبة بأن يلجأ العبد إلى الله تعالى نادما على ما حصل منه، مقلعا عن ذنبه، عازما من قلبه بألا يعود إليه، ولا فرق في التوبة بين الذنب الصغير والكبير، فالتوبة منهما لا تختلف، وعلى التائب أن يعمل بما ورد في الحديث الذي رواه ابن حبان وأحمد عن أبي بكر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له، ثم قرأ: "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله")، ويقول في توبته:" اللهم إني أصبت ذنبا فاغفرلي"، ويكرر هذا الدعاء، وبهذا تتحقق التوبة، والله رحيم بعباده يقبل من جاء إليه تائبا.

- التوبة لا تعني الهلع والخوف إلى درجة القنوط من رحمة الله، فهذا مذموم شرعا، ولا شك أن لوم النفس بما يحملها على إصلاح الحال والعودة إلى الله حسن، وأما اللوم والتوبيخ الذي يجعل الإنسان في حالة من اليأس والقنوط من رحمة الله فهذا مذموم شرعا، ولا ينبغي أن يكون.

- عندما نتقرب إلى الله تعالى بفعل الطاعات مثل الصلاة ينبغي علينا أن نحسن الظن بالله، ويكون لدينا الرجاء بأن الله سيقبلها منا، فالله الذي وفقك إلى الصلاة وأوقفك بين يديه، لا ينبغي أن تتصور أنه لن يقبل منك صلاتك، وبعد الصلاة اسأل الله أن يقبلها منك، وأبشر بخير.

- الخوف من الله ومن عقابه ومن أن يحرمك بعض ما ترجوه بسبب الذنوب، ينبغي أن يحملك هذا الخوف على التوبة وعلى المزيد من الطاعات وكثرة الذكر والاستغفار، وسترى أن الله يصلح حالك، وتكون سعيدا مطمئنا، ويستجيب دعاءك -إن شاء الله-، وتكون من خيرة عباده الله الصالحين، فإن الله جواد كريم سبحانه.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً