الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرضي زوجتي دون عقوق أمي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب تزوجت عندما كنت بعمر ٣١ سنة، ولي أخت مطلقة، وأخ أصغر مني بست سنوات.

زوجتي من بلد آخر غير بلدي، تزوجت بمنزل الأسرة، حيث قمت ببناء وتشطيب شقتي بمساعدة أهلي، وبعد الزواج مرت الأيام وأصبحت أحبها ولم أر فيها ما قد يعكس ثقتي فيها، بالعكس قامت بكل شيء يمكن أن يرجوه الرجل في زوجته.

تعثرت في بداية حياتي، فوقفت إلى جانبي، مرت الأيام ولم يكن في جيبي جنيه، ومع ذلك لم تتحدث، اكتشفنا وجود مشكلة بالرحم تمنعها من الحمل، وحملت مرتين، ولكن الله لم يريد أن يكتمل، وقفت إلى جانبها ودعونا الله أن يرزقنا، وبالفعل رزقنا الله بالحمل، وهي الآن بالشهر الخامس، عسى أن تلد على خير بأمر الله.

المشكلة أنني أعاني من والدتي، بالرغم من أنني غير مقصر في واجباتي تجاهها، أقوم بإرسال الأموال لها كل شهر لسداد جمعيات ومتطلبات قد تحتاج لها، بالرغم من استلامها لمعاش أبي.

أرسلت لها لأداء فريضة العمرة، وأرسل لها الهدايا في كل فرصة، ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه في حياتي أن يصدر منها، شتمت زوجتي وتعدت عليها بالقول حينما قالت لابن أختي انزل، أهانت أهلها وطردتهم خارج مسكني، وقالت لهم: (لا أريد شيئاً من الوساخة هذه عندي في بيتي).

إخوتي يريدون طلاقها، وأخي الصغير قال بأعلى صوته: أنا رجل البيت، ولا يقدمون لي الاحترام، أو لأحد من طرفي.

زوجتي لا تريد العودة إلا في بيت مستقل عن بيت العائلة، وأنا لا أستطيع شراء أو تحمل مصاريف إيجار، ما التصرف دون عقوق أمي، أو التخلي عن زوجتي ومن في بطنها؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

الذي ينبغي أن تعلمه أن للزوجة حقًّا عليك وللأمِّ حقًّا كذلك، والواجب عليك أن تُعطي كل ذي حقٍّ حقَّه، وقد أحسنت حين أنصفت زوجتك وذكرت ما فيها من الفضائل والمعاشرة لك بالمعروف، وإعانتك على نوائب الحياة، وهذا من إنصافك وحُسن تدبيرك وكمال عقلك، ونأمل من الله تعالى أن يوفقك لاتخاذ القرارات الصائبة ما دمت تتمتَّع بهذه الصفات.

أحسنت لبرِّك بأُمِّك وأدائك للحق الكامل لها، وحرصك على إسعادها في المناسبات المختلفة، وهذا عملٌ صالحٌ يُقرِّبُك إلى الله تعالى، والمطلوب منك أن تؤدِّي حق أُمِّك بالبرِّ والإحسان، وليس من البرِّ أن تُطلِّق زوجتك إذا أمرتك الأُمِّ بتطليقها، ما دامت الحال مستقيمة، وهذه الزوجة ليس فيها ما يدعو إلى طلاقها، فلا يجب عليك أن تُطلِّقها، ولكن نصيحتُنا لك أن تحاول استرضاء والدتك بكل ما تستطيعه من الكلام الليِّن والعطايا والهدايا، وأن تستعين بمن لهم تأثير عليها من الأقارب كخالاتك -ونحو ذلك- فإن رضيت فالحمد لله، وإن لم ترض فلا يجب عليك أن تُطلِّق زوجتك، هذا بالنسبة لأُمِّك.

أمَّا بالنسبة لزوجتك: فحقُّها عليك أن تُسكنها في سكنٍ مُستقلٍّ عن الأسرة، ولو بالإيجار، فإذا كنت عاجزًا عن ذلك فينبغي أن تتلطّف بزوجتك بجميل الكلام والوعد في المستقبل بأن تستقلَّ وتُسكنها حيث تحب وتشاء عندما تتيسَّر لك الأمور، ونحو ذلك من الكلام الذي تستميل به قلبها، ونحن على ثقة من أنها ما دامت متصفة بالصفات التي ذكرتها أنها ستُلبِّي رغبتك.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير وأن ييسّره لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً