الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأعراض الجانبية للأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحبة الاستشارة رقم 2449004، جزاكم الله خيرًا على الجواب.

أخبرتموني أنه من الأفضل أن أذهب إلى دكتور نفسي، لكن زوجي غير مقتنع ظنًا منه أن ما أمر به هو بفعل السحر والمس، المهم أني ذهبت إلى طبيب قبل شهرين من أجل الغدة الدرقية، لأنني كنت أعاني سابقًا من فرط نشاطها، واتضح أن وضعها مستقر نوعا ما.

أعدت التحليل قبل يومين للتأكد، فوجدت أن الهرمونات طبيعية، وأجريت تحليل فيتامين (د)، أيضًا النسبة طبيعية 40، لكنني أعاني من القولون العصبي والانتفاخ، أخبرت الطبيب وقتها أنني أعاني من القلق والتوتر المستمر وقلة النوم، فوصف لي دواء قطرات Melaval للنوم، ودواء آخر اسمه FLUOXETIN، من أجل القلق، لكني لم أستخدمهما، خوفا من التأثيرات الجانبية، أخبروني عن الدواء وتحذيراته رجاءً، لأنني أخاف جدا من الأدوية وتأثيراتها، وهل يغني الفلوكستين عن الدواء الذي أخبرتموني عنه السيرترالين؟ وكم الجرعة؟ ومدة استخدام العلاج؟ وهل يؤثر على الرضاعة؟

القلق يجعلني غير مرتاحة، حتى أني لا أجلس في مكان واحد لمدة طويلة، وأعمل بكثرة كي أنسى مخاوفي، وأتعب في النهار علني أنام بعمق في الليل، علمًا أنّي لا أستخدم أي دواء حاليًا.

وهناك معلومة أخيرة: حدثت لي هذه الأمور وتأزم وضعي النفسي بعد الولادة بفترة، عمر ابني الآن سنة واحدة، فهل لهذا علاقة بوضعي النفسي؟ أخبرتني إحدى صديقاتي أنه اكتئاب ما بعد الولادة؟ هل هذا صحيح؟ آسفة جدا على الإطالة.

وجزاكم الله الفردوس الأعلى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية مرة أخرى، وقد أجبنا على استشارتك السابقة قبل أسبوعين، فأرجو أن تأخذي بالنصائح التي ذكرناها لك، والآن تذكرين أن زوجك الكريم رفض الذهاب إلى الطبيب؛ لأنه يؤمن أنك مُصابة بالعين والسحر.

أنا أعتقد أن موضوع العين والسحر الإفراط فيه يضرُّ كثيرًا بحياة الناس وصحة الناس، نحن نؤمن بوجوده؛ لكن نؤمن أيضًا بعلاجه، وهو: أن الإنسان يُحصِّن نفسه، يؤدي صلاته ويحافظ عليها في وقتها، ويؤدِّيها بخشوع، ويكون لديه ورد قرآني، يرقي نفسه بالرقية الشرعية، أو بواسطة أحد الرقاة الصالحين، وهذا الأمر يكفي تمامًا، ليس أكثر من ذلك.

كما ذكرتُ لك الأخذ بالإرشادات السابقة سيكون مهمًّا جدًّا.

موضوع العلاقة بين الولادة والاكتئاب أمرٌ لا يخلو من شيء من التعقيد، من الناحية النفسية نحن نعتبر أن فترة النفاس هي سنة كاملة وليست أربعين يومًا، وبالفعل التقلبات المزاجية قد تحدث خلال هذا العام، وقد تمتد، لكن هذه الاضطرابات تبدأ دائمًا في الأسبوع الثالث بعد الولادة أو الأسبوع الرابع.

عمومًا تناول أحد مُحسِّنات المزاج سوف يكون مفيدًا بالنسبة لك. الـ (فلوكستين) الذي وصفه لك الطبيب دواء جيد لعلاج الاكتئاب وتحسين المزاج، ويُعالج القلق، لكنّه قليل الفعالية في هذا السياق.

نحن وصفنا لك الـ (سيرترالين)، لكن ما دمتِ مُرضع فسيكون عقار (باروكستين) هو الأفضل بالنسبة لك، حتى السيرترالين سليم جدًّا، لكن الأسلم هو الباروكستين، وعمومًا الطفل عمره عام، فليس هنالك أي خوف عليه، فإذًا تناولي عقار (زيروكسات CR) – وهو الباروكستين – بجرعة 12,5 مليجراما يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها 12,5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله. هذه جرعة بسيطة لدواء بسيط.

وبالنسبة للصحة النومية: بالفعل ابذلي الجهد في أثناء النهار، وتجنبي النوم النهاري، والزيروكسات ربما يُساعدك في النوم، وإن لم يحدث ذلك فيمكن أن تتناولي عقار (تربتزول/إميتربتالين) بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهرٍ مثلاً، ثم تتوقفي عن تناوله.

هذا هو الذي أود أن أنصحكِ به، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً