الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة هلع بعد فترة الحجر الصحي!

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أريد أن أستفسر على ما طرأ معي خلال فترة الحجر الصحي.

عمري 25 سنة، جلست وحيدا في فترة الحجر الصحي، فبدأت أقلق كثيرا على المستقبل، وأقلق من ذكريات الماضي.

كمثال بدأت أتذكر مواقف طرأت لي منذ مدة، وأتخيل أني لم أتصرف بشكل لائق، ولم تعد لي شهية للأكل، وبدأت أعاني من وساوس فلسفية ووجودية تنهال علي، لدرجة أنني شككت بأنني فقدت عقلي.

بعدها أصابتني نوبة هلع، وبدأ القلب في الخفقان بشدة، وركبتي تتحرك من شدة الخوف والهلع، وبعدها أحسست بكهرباء في دماغي عندما صرخ أحدهم بجانبي، وكأنني صدمت ودهشت، فبدأ صوت السيارات في الشارع وكأنه صخب على مسامعي، وأصابني دوار وارتخيت كاملا.

كذلك أصابتي هلاوس وكأنني أتقلص، فذهبت إلى طبيب نفسي، فأخبرني بأن لدي هوسا واكتئابا وأزمات هلع، فأعطاني مضاد اكتئاب اسمه paroxetine win 20mg.

ومنذ ذالك الحين وأنا أشعر بضعف كامل، علما أنني قبل بداية الكورونا كنت قويا ومنسجما مع نفسي، وفي أفضل أحوالي، والآن أشعر كأنني لست أنا، وكأن جسدي مجزأ وغير متصل معي، وإحساس بالضعف وسط الناس، والشعور بالدونية، وارتخاء في القدمين، وفقدت تلك القوة النفسية التي طالما كنت أتمتع بها، وفقدت التحكم بأعصابي، وتنميل في مناطق مختلفة من الجسم، وفقدان للدافعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الآثار النفسية المترتبة على جائحة الكورونا تم الانتباه إليه منذ وقت مبكّر من هذا المرض من قِبل هيئة الصحة العالمية، وقد نشرت عدة منشورات بوصف المشاكل النفسية وعلاجها، وعلى رأسها نوبات الهلع، ثم الوسواس القهري، ثم أعراض الاكتئاب والقلق، وهذا ما عانيت منه.

الباروكستين علاج فعّال لما تعاني منه من أعراض هلع واكتئاب، ولكن يجب أن تستمر عليه لفترة من الوقت، ثم إنك تحتاج أيضًا لتغيرات في حياتك، أولاً: عليك برياضة المشي، وبالذات المشي يوميًا لمدة نصف ساعة على الأقل، اجعل لك روتينا يوميا، إذا كنت تعمل أو لا تعمل، فليكن عندك روتين يومي، التزم به، لأن هذا يُساعدك في التخلص من كثير من القلق والتوتر.

اتصل بأصدقائك المقربين، حتى ولو كان عن طريق وسائل الاتصال الحديثة – من خلال الإنترنت والواتساب والفيسبوك وغيرها – ولا تنس طبعًا الالتزام بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، فهذه كلها تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال.

بالالتزام بهذه الأشياء إن شاء الله تزول عنك أعراض الاكتئاب وترجع إلى حالتك الطبيعية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً