الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثيرا ما تأتيني نوبات هلع وفزع من الموت، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الكثير من الأحيان تأتيني نوبات هلع وفزع من الموت، وأشعر بقرب ملك الموت، -الحمد لله رب العالمين- لا أخاف الموت فهو حق من عند الله، وأشتاق كثيراً لله وأحبه، لكنني أخاف الله بسبب سوء نفسي وحالي مع الله.

أحاول التقرب إليه وأستشعر عظيم رحمته وعفوه، شعور جميل لا يمكن وصفه بالكلمات، لكن حين أشعر بقرب الأجل أصاب بنكسة، أشعر بضعف نفسي أنني أرفض الخروج من الدنيا بسبب هذا الإحساس المقيت، لا أستطيع أداء العبادات بشكل سليم سوى البكاء على حالي.

كيف يمكنني أن أتأكد من صدق إخلاص عملي لله -سبحانه وتعالى-؟ وكيف يمكنني نصرة دين الله ورسول الله -عليه الصلاة والسلام-؟

المجتمع المحيط يصفني بالمعقدة حين أنصحهم، حتى طلبت مني أختي أن أتركهم دون نصح، سأسال أمام الله يوم القيامة، ماذا أفعل؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العلي القدير أن يُساعدك كثيرًا في التقرب إليه والدعوة إليه، وممارسة أداء الفروض والعبادات والدعاء.

المشكلة التي تعانين منها مشكلة طبيعية، الإنسان المؤمن دائمًا يتطلع للقاء ربه، ولكنّه أيضًا يخاف من بعض الذنوب والمعاصي التي ارتكبها، ويتمنى أن يُلاقي ربه بسجلٍّ نظيفٍ ليس به مثل هذه الأشياء، ولكنّه لا ييأس من رحمة الله.

مع هذا -أختي الكريمة- أنت تعانين من بعض المشاكل النفسية التي تعقّد هذا الأمر، وعلى رأسها الخوف الزائد ونوبات الهلع والفزع من الموت، فهذا أخذ عندك منحى مرضيًا، وقد يكون هذا هو السبب الذي يجعل مثلًا مثل أختك تتضايق دعوتك وكلامك معها، لأن فيه شيئا من المبالغة من الخوف من الموت.

ولذلك تحتاجين لأن تتعالجي من هذا الشيء حتى تكون عبادتك -إن شاء الله- وتقربك إلى الله في الميزان الطبيعي، ولا يُصاحبه شيء نفسي أو مشاكل نفسية، وأحسن شيء لعلاج نوبات الهلع والخوف من الموت الشديد دواء يُعرف باسم (سبرالكس)، عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمري عليها لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويا حبذا لو كانت ستة أشهر، حتى تختفي كل هذه نوبات الهلع والخوف من الموت وترجعي إلى طبيعتك، وبعد فترة الستة الأشهر عليك التوقف عنها بالتدرج، بأن تسحبي ربع الجرعة كل أسبوع حتى تتوقفي تمامًا منها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً