الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر والخوف وانتفاخات في المعدة

السؤال

السلام عليكم...

الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله ورعاه.
جزاك الله خيراً، قدمت لى آليات علاجية استفدت منها كثيراً، فيما يخص النظام الغذائي والرياضة والأعمال اليومية، لكن بحكم أنك لم تصف لي علاجاً لأعصاب المعدة والقولون العصبي.

ما زلت أعاني من التوتر والخوف، حيث أني أشعر بانتفاخات في المعدة، وغازات كثيرة، وأشعر بعدم الارتياح في المواقف، حيث أصبح مرتبكاً، وأشعر بعدم الارتياح في المعدة، ما زلت أتناول حبة، وفي بعض الأحيان حبتين من دوجمتيل وعقار ديبريكول، ننتظر منك دكتور أن تفيدنا في هذا الموضوع.

والله الموفق.

جزاكم الله خيرا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة هذه.

أخي: كم هو جميل أنك بالفعل جعلت نمط حياتك نمطًا إيجابيًّا، لأن هذا هو الأساس الذي ترتقي به الصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أتفق معك أنها تُساهم مساهمة جيدة في العلاجات الحالات النفسوجسدية مثل النوع الذي تشتكي منه، أسأل الله لك العافية.

أخي: بعض الناس يتناولون عقار قديم يُسمَّى (ليبرالكس)، هذا الدواء يُعتبر من الأدوية الجيدة لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، أيًّا كان سببها، خاصة إذا كان مرتبطًا بالقلق النفسي، لكن يُعاب على الليبرالكس – والذي يتكون من دواءين: أحد المكونات ويُسمَّى (ليبريوم Librium) واسمه العلمي (كلورديازيبوكسيد Chlodiazepozide) – هذا الدواء تعوّدي بعض الشيء، هو ينتمي لمجموعة الـ (بنزودايزين Benzodiazepine) التي منها الـ (فاليوم Valium) دواء مريح جدًّا، لكنّه قد يؤدي إلى شيء من التعوّد، وإن كان التعوّد عليه أقلَّ كثيرًا من بقية الأدوية الإدمانية.

أنا شخصيًا لا أنصح به كثيرًا، لكن وددت أن أذكره فقط من أجل المعرفة بالشيء.

في مثل عمرك: تناول أحد مضادات القلق وتحسين المزاج سيكون مفيدًا جدًّا، مثلاً عقار مثل الـ (سيرترالين Sertraline) والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت Zoloft) أو (لوسترال lustral) وربما تجده تحت مسمى آخر، أنا أعتبره دائمًا من الأدوية الممتازة، ومن الأدوية السليمة جدًّا، والإنسان في مثل حالتك هذه يحتاج له بجرعة صغيرة، الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا، تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة يوميًا ليلاً أو نهارًا، حسب ما هو مريح بالنسبة لك، ويمكن أن نقول: تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

دواء سليم، غير إدماني، غير تعودي، ليس له أضرار أبدًا، فقط ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام لدى بعض الناس، وربما أيضًا يُؤخر من القذف المنوي قليلاً عند المعاشرة الزوجية، لكنّه لا يؤثّر على هرمون الذكورة أو الصحة الإنجابية عند الرجل.

فيا أخي: هذا الدواء قد يكون خيارًا جيدًا.

طبعًا توجد خيارات أخرى هي شبيهة للـ (دوجماتيل Dogmatil)، منها مثلاً عقار (ديانكسيت Deanxit) بجرعة حبة يوميًا في الصباح، لأي مدة ممكنة، دواء جيد جدًّا، عقار (فلوناكسول Fluanxol) بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – يوميًا في الصباح لأي مدة، لا يوجد بأس في ذلك، وهكذا توجد مركبات كثيرة، لكن الذي ذكرتُه لك ربما يكون هو الأفضل وهو الأفيد.

إذا تناولت السيرترالين لا داعي لتناول الدوجماتيل إلَّا عند الضرورة، لأن السيرترالين غالبًا يكون كافيًا جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً