الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في فراغ قاتل بعد التخرج!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، تخرجت من الكلية واجتهدت بتفوق، ودائما يشهد لي الجميع بذلك، ولكن بعد التخرج أشعر بأن حياتي مشوشة، أبحث كثيرا عن عمل دون جدوى، ولكن المشكلة ليست كذلك فأنا أتحلى بالصبر وأؤمن أن الفرج سيأتي قريبا، ولكني بدأت أشعر بحب وقت الفراغ، لا أستطيع أن أذاكر وأطور من نفسي، أصبحت أعشق النوم وأشعر بالخجل عند قول ذلك، فأنا أفكر في الجنس دائما، وأجد النوم مفرا من ذلك الكبت، وللأسف بدأت أشعر بالملل من الصلاة وقلة الخشوع، تارة أعود للصلاة والدعاء والحفاظ على صلاة قيام الليل، وتارة أضعف، وأحيانا أمارس العادة السرية، لا أعلم ماذا أفعل؟ هل الله غاضب علي ويعاقبني، أم أنا في امتحان من الله؟

أعلم بأني لو حصلت على عمل سوف ينتهي هذا الفراغ، ولن تقتلني الشهوة، ولكن إلى متى سأظل كذلك؟ أرجو منكم بعض النصح.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة: الفراغ من الآفات التي تفتك بصاحبها إذا استسلم لها، فترينه يفكر بأمور لم تكن تخطر في باله من قبل، ويفعل أشياء كان ينهى الناس عنها، والوقت هو الشيء الذي لا يمكن إرجاعه ولا تعويضه، وبه تتم الاستثمارات والإدارة الناجحة والحصول على المعلومات، وهو أهم موارد الإنسان التي يمكن من خلالها تحقيق النجاح والوصول إلى الهدف، واستغلال الوقت هام جداً في حياة الإنسان بدايةً من أهمية استغلال الوقت في الدراسة، واستغلال الوقت في العمل، ومن قبل كل ذلك استغلال الوقت فيما يرضي الله عز وجل.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك في حل مشكلتك بمشيئة الله:

- وضع خطة مسبقة لكل يوم سوف يأتي، بحيث يتم تحديد مجموعة من المهام المفيدة والتي تملأ وقتك (صلاة، قراءة قرآن ، قراءة كتاب، ممارسة الرياضة ... )، مع تحديد وقت لكل مهمة من تلك المهام.

- ابتعدي عن كل ما يلهيكِ: حددي ما يلهيك عن إتمام أعمالك وما يضيع وقتك، فإن كان الحديث التليفوني فأغلقي هاتفك حتى تنجزي كل ما تريدين إنجازه، وإن كان ما يلهيك هو مشاهدة التلفاز فقومي أيضاً بإغلاقه.

- ابحثي عن طرق بديلة في البحث عن عمل غير التي تتبعينها الآن، فربما ذلك يُسرع من إيجاد وظيفة.

- ابحثي عن المهارات والدورات التي إذا اكتسبتيها سوف تزيد من فرص العمل لديك، وسجلي فوراً في هذه الدورات، وبذلك تملئين وقت فراغك وتحصلين على الفائدة المعرفية.

- ابدئي من اليوم بالتوقف عن النظر إلى أي شيء يثير شهوتك الجنسية، وتوقفي عن ممارسة العادة السرية لمدة ٢١ يوما متتالية دون انقطاع، وبعد أن تنجحي استمري على ذلك لمدة (٩٠ يوماً). وإذا شعرت أن عزيمتك ضعفت وبدأ الشيطان يوسوس لك لممارسة العادة السرية، قومي بعمل شيء يتناقض مع هذا الفعل، مثل: الاستحمام، ممارسة الرياضة قراءة القرآن، الصلاة، ممارسة هواية مفيدة.

- إن الإصرار على تحقيق الهدف في الخطوة السابقة وهو التوقف ما يقل عن ثلاثة أشهر متتالية، هو أهم خطوة طوال رحلة العلاج، لأن خاطرة (أريد أن أمارس العادة السرية) ستأتي مرارًا إلى ذهنك، وكلما ازدادت الفترة الزمنية لإقلاعك عن العادة السرية كلما قلّ تكرار ورود هذه الخاطرة إلى ذهنك حتى تختفي وتنتهي من ذهنك تمامًا

- وثقي نجاحك بشكل يومي على رزنامة، ضعي علامة صح على كل يوم مر دون ممارسة العادة السرية.

- احرصي أن تكوني دائماً على وضوء، والتزمي بأداء الصلوات في وقتها، فهذا ينظم حياتك، ويجعلك أكثر حرصاً على طهارة النفس والجسد.

- لا تذهبي إلى السرير إلا وأنت في غاية النعاس.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً