الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي مريضة زهايمر وتصرخ من الحمام.

السؤال

السلام عليكم.

والدتي تخاف وتصرخ بشدة من الحمام، فهي مريضة زهايمر، فما العلاج المفيد لحالتها؟ علما أنها لا تأخذ أدوية للزهايمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.

كما تعرفين -أيتها الفاضلة الكريمة- متلازمة الزهايمر لها درجات ولها مراحل، وهنالك أعراض كثيرة جدًّا تُوجد عند مرضى الزهايمر، الزهايمر ليس فقط انحدار وتدهور في الذاكرة، هو انحدار في كل شيء، في الشخصية، في السلوكيات، وهو يتفاوت من إنسان إلى إنسان.

اضطراب المخاوف كثير جدًّا عند مرضى الزهايمر، هذه الوالدة -حفظها الله- لديها هذا الخوف الشديد من الحمام، هي قد لا تستوعب أنه حمَّام، قد تراه منطقة مظلمة، أو تخاف من السقوط، أو هناك شيء على مستوى عقلها الباطني، هذا كله وارد.

فحقيقة هذه الوالدة يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي لأحد الأطباء المختصين، إمَّا الأطباء النفسيين لكبار السن، وهم الأفضل، أو طبيب متخصص في الأعصاب.

توجد الآن أدوية كثيرة جدًّا تُساعد في تغيير سلوكيات مرضى الزهايمر، من هذه الأدوية (آرسبت Aricept)، ودواء آخر يُسمَّى (ريمينيل Reminyl)، ودواء ثالث يُسمَّى (إيبيكسا Ebixa).

فيجب أن تأخذ هذه الوالدة أحد العلاجات المطلوبة وبعد ذلك يتم تقييمها، ويمكن أن تعطى أيضًا أدوية مضادة للمخاوف مثل عقار (سيرترالين Sertraline)، دواء جدًّا رائع، ممتاز جدًّا، وعقار (سبرالكس Cipralex) سليم جدًّا لكبار السن.

أنصحك حقيقة أن تُعرض هذه الوالدة على الطبيب المختص، -وإن شاء الله- تُجرى لها الفحوصات اللازمة، والطبيب يستطيع إكلينيكيًّا أن يُقيّم مرحلة الزهايمر هذه، هل هي في المرحلة الأولى، أم في المرحلة الثانية، أم في المرحلة الثالثة والأخيرة؟ وهكذا، وعلى ضوء ذلك -إن شاء الله تعالى- تُعطى الأدوية التي نسأل الله تعالى أن تُساعدها، وفي ذات الوقت لا بد أن يكون هنالك إرشاد للأسرة، لا بد أن تكون هنالك مساندة للأسرة، والآن توجد برامج كثيرة جدًّا تهتمّ بالشخص الذي يعتني بمريض الزهايمر، وذلك بجانب الاهتمام بالمريض نفسه، ولذلك نحن نعرف أن ما يُسمَّى (care givers) يكون هنالك الآن تركيز كبير جدًّا على مَن يعتنون بمريض الزهايمر؛ لأن هذا المرض حقيقة يؤدي إلى إجهاد كبير ليس للمريض فقط، إنما لمن حوله أيضًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً