الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل وأشتكي من القلق المعمم، هل سيتضرر الجنين؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبت منذ سنة باضطراب القلق المعمم، ووصف لي الطبيب الدولوكسيتين 30 مغ حبة صباحا وzestat1.5mg قبل النوم، وكنت أعاني من أعراض شد عصبي وعضلي وخوف وعدم القدرة على الأكل، ولا ممارسة نشاطاتي اليومية، لكن تحسنت -بفضل الله-، وتوقفت عن الدواء منذ 6 أشهر.

الآن أنا حامل، وعادت لي نفس الأعراض، ولم أعد أستطيع النوم لأيام، مع نوبات قلق صعبة جدا وشد عضلي في كل جسمي، فماذا أفعل؟ هل أستطيع العودة للدواء مجددا؟ هل ذلك يؤذي الجنين؟ أنا أعيش في حالة توتر شديدة لدرجة لا أستطيع الرقاد ولا الجلوس.

تناولت اليانسون واللبن والعسل لكن بلا فائدة، وأنا متعبة ومرهقة جدا، وخائفة على الحمل أن يسقط، أو يأتي الجنين مشوها من كثرة الشد العضلي والعصبي، أنا في حالة يرثى لها، ماذا أفعل؟ شرحت حالتي للطبيبة النسائية، لكن لا فائدة، أشعر أنها لا تحس بألمي ووجعي، لا يعلم بحالي إلا الله، وصفت لي فيتامين فقط، وأنا أصلا نقطة الماء لا أستطيع بلعها من شدة الأعراض.

ساعدوني رجاء، ولكم الأجر والفضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية، وأن يسير حملك على ما يرام، وأن يرزقك الله تعالى الذرية الصالحة.

أرجو أن تجتهدي في تغيير نمط حياتك، وذلك من خلال تجنب النوم النهاري، وتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وتثبيت وقت النوم ليلاً، والحرص على الأذكار.

وبالنسبة للأدوية: نعم سوف نصف لك -إن شاء الله تعالى- أحد الأدوية السليمة والجيدة جدًّا. الدواء يُسمَّى (إميتربتالين Amitriptyline) ويُسمَّى تجاريًا (تربتزول Tryptizole)، وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، هو دواء قديم جدًّا، من أوائل مضادات الاكتئاب ومُزيلات القلق ومُحسِّنات النوم.

لماذا اخترتُ لك هذا الدواء؟ لأنه سليم في أثناء الحمل، حيث إن الدواء معروف لدينا منذ حوالي خمسة وأربعين عامًا، فإن شاء الله تعالى ليس له أي تدخلات سلبية مع الحمل، خاصة مراحل تكوين الأجنة –أي في الأربعة أشهر الأولى- .

بالنسبة لتناول الإميتربتالين وجرعته: تتناولينه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ساعة قبل النوم، وإذا لم يتحسَّن نومك في خلال يومين أو ثلاثة يمكن أن تجعلي الجرعة خمسين مليجرامًا، لكن لا تزيدي عن هذه الجرعة، وأحسبُ أنها ستكون جرعة مُريحة جدًّا بالنسبة لك.

الإميتربتالين قد يُسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة التي لا بد أن أنبهك إليها، وهي: أنك ربما تحسين بشيء من الجفاف البسيط في فمك، وربما يحصل ثقل بسيط في العينين، وربما يحدث إمساك، هذه الأعراض قد تحدث أو قد لا تحدث، ولذا رأيتُ من الواجب أن أنبهك إليها، وإن حدثت فدائمًا تحدث في الأيام الأولى للعلاج، بعد ذلك تختفي تمامًا.

فاستمري على الإميتربتالين وأنا متأكد أنه سوف يُساعدك أيضًا في علاج القلق بصورة فاعلة جدًّا.

وبعد أن تتحسّن أحوالك استمري عليه لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناوله.

وأريد أن أضيف أن ممارسة التمارين الاسترخائية مهمّة جدًّا بالنسبة لك، تمارين التنفس المتدرج، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إرخائها، فأرجو أن تمارسي هذه التمارين، خاصة قبل النوم، وقبل النوم فكري في شيء جميل، وطبقي هذه التمارين، ثم اقرئي أذكارك، ثم نامي على بركة الله. توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

طبعًا بالنسبة للـ (دولوكسيتين Duloxetine) والـ (زيستات zestat) لا تستعمليهما في هذه المرحلة من الحمل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً