الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يدخن الحشيش ولا يتبع توجيهاتنا.. كيف أتعامل معه؟

السؤال

اكتشفت أن ابني، والبالغ من العمر ١٤ سنة منذ فترة قصيرة يدخن، وقد تعدى ذلك أيضا تدخين الحشيشة، وهو بعيد كل البعد عن عائلته، ولا يسمع كلامي، ولا حتى كلام أبيه، كنت قد فكرت في زيارة طبيب نفسي له: سؤالي هو: هل زيارة الطبيب قد تكون نافعة له؟

ما الذي يجب علينا فعله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنك ما زال طفلاً في سِنّ الـ 14 سنة، واستعمال الحشيش في هذه السن المبكرة قد يكون مؤشِّرًا إلى اضطرابات سلوكية أخرى، ومن بينها طبعًا عدم السماع وطاعة الوالدين، ولذلك زيارة الطبيب النفسي الآن واجبة، ومهمّة جدًّا لتقييمه وتقييم حالته، وكما ذكرت قد يكون يعاني من اضطرابات سلوكية أخرى غير استعمال الحشيش الذي بدوره طبعًا مُضر ومؤذٍ، ويجب التوقف عنه، وبالذات أنه صغير السنّ، وسوف يؤثّر الحشيش عليه على نومه النفسي والعقلي، زائد المضار الأخرى المعروفة للحشيش، وهو أنه قد يقود إلى استعمال المخدرات الأخرى أختي الكريمة.

فيجب عليك أن تذهبي إلى طبيب نفسي وتستشيريه وتأخذي ابنك معك؛ لأنه لا زال طفلاً وتحت رعايتك.

وفقك الله، وسدد خطاك.
+++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر استشاري الطب النفسي، وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي الاستشاري التربوي والشرعي.
+++++++++++++++++++++++
مرحبًا بك أختنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُصلح هذا الشاب، وأن يرده للحق ردًّا جميلاً، وأن يقرّ أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن هذا الإشكال الذي يتعلق بتدخين الحشيش بالنسبة لهذا الشاب في هذه السن من الأمور المزعجة والخطيرة، وهذه المشكلة تجرُّ وراءها مشكلات، تجرُّ وراءها أزمات.

عليه نوصيكم بما يلي:
أولاً: لا بد من الدعاء له من قبلك ومن قبل والده.

ثانيًا: لا بد من وضع خطة توجيهية تربوية موحدة.

ثالثًا: لا بد من التقرب إليه ومعرفة طبيعة المرحلة العمرية التي يعيش فيها، وإدارة حوار نافع معه، حتى تتجلى لكم بقية الأمور.

رابعًا: يجب – كما أشار الطبيب النفسي المختص – ضرورة زيارة الطبيب النفسي المختص.

خامسًا: من المهم جدًّا إدراك خطورة التمادي في طريق الإدمان، خاصة ما يتعلق بالحشيش الذي سيمضي به إلى آفاق أكثر خطورة والعياذ بالله، فإن هذه الأشياء أخطر حتى من الخمر، لأنها تجرُّ وراءها إشكالات وأزمات كبيرة، لها بداية وليس لها نهاية.

سادسًا: من المهم جدًّا السيطرة على الموارد المالية بالنسبة له.

سابعًا: من المهم جدًّا الحرص على القرب منه ومصادقته حتى تنجحوا في عزله عن أصدقاء السوء، الحشيش دائمًا يحتاج إلى رفقة سيئة، وبالتالي الوصول إليه والاقتراب منه وعزله من الرفقة السيئة من الأمور الأساسية.

ثامنًا: لا بد أيضًا من تبصيره بعواقب ومآلات الأمور، لا بد أن يُبصر النهايات، فإنه الآن في ثورة الشباب وفي هذه السن، لا يُدرك النهايات المتوقعة لمن يُدمن الحشيش ويمضي في هذا النفق المظلم.

نسأل الله أن يُعينكم على الخير، والأمر يحتاج منكم إلى وقفة جادة، إلى بذل كل الوسائل من أجل الأخذ بيده حتى لا يضيع من أيديكم، نسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النية والذريّة، وأن يردَّنا إليه ردًّا جميلاً، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً