الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعرض للغثيان والاستفراغ بعد الوجبات الدسمة، ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

أجريت عملية إزالة المرارة لوجود حصوات بها منذ أكثر من عام، وأصبت بعدها بشهر بالتهاب في البنكرياس.

في عزيمة عشاء تناولت طعاما دسما (مفطحًا) فأحسست بارتباك، وبقيت أقاوم حتى استفرغت فجرًا، وبعزيمة أخرى بالأمس تناولت الوجبة ذاتها، فأحسست بالأعراض ذاتها، وقاومت إلى أن استفرغت الساعة ٤ فجرًا.

سؤالي: ما الأسباب، ولماذا أشعر بارتباك بصري أثناء الغثيان، وأشعر بثقل في رأسي، كان الاستفراغ أمس حمضيا جدا ومر جدا، مع العلم أن الحمضي والمر يحدث في الصباح.

أتناول أقراص سيبرالكس ٢٠ ملغرام لعلاج نوبات الخوف والهلع، وحديثا تناولت أقراص تشامبكس لترك الدخان، ولكنني توقفت عنها لأنني سمعت أنها تتعارض مع العلاجات النفسية، فما أسباب الاستفراغ بعد تناول الأكل الدسم؟ مع العلم أنني استأصلت المرارة منذ أكثر من عام تقريبا، وبعد التهاب البنكرياس عادت أموري طبيعية -والحمد لله- فقط هنالك غثيان، بعد تناول الطعام يذهب بدون استفراغ، أما الآن يحدث استفراغ، وبعد وقت من تناول الطعام الدسم ليس مباشرة (يفوق الخمس ساعات أو أربعًا) في المرة الثانية كان حامضا جدا ومرا.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاتح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاستفراغ له عدة أسباب حقيقة، هنالك جوانب عضوية وهنالك جوانب نفسية، مثلاً: وجود حوامض بالمعدة قد يؤدي إلى الغثيان، وقد يؤدي إلى الاستفراغ، وطبعًا إزالة المرارة أيضًا تؤدي إلى شيء من عدم التوازن في الأنزيمات المتعلقة بالهضم، لكن هذا غالبًا بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر يأخذ مجراه الطبيعي وترجع الأمور إلى طبيعتها.

طبعًا التهابات جدار المعدة كثيرة جدًّا، وهي من الحالات المعروفة التي تؤدي إلى الاستفراغ.

أنا أعتقد أنك إذا راجعت طبيب الجهاز الهضمي سوف يكون هذا القرار الصحيح، وإذا كانت هنالك حاجة لمنظار سوف يقوم الطبيب بإجرائها، ويُعرف أن هنالك أدوية ممتازة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات إذا اتضح أنه بالفعل لديك مثلاً التهابات بسيطة على جدار المعدة، هنالك أدوية مثل (نكسيوم Nexium) أو (بنتازول Pantozol) كلها أدوية معروفة لتخفيض الحوامض بالمعدة وعلاج أي نوع من الالتهابات موجودة في جدار المعدة الداخلي.

أعتقد أن هذا هو الذي تحتاجه، وبعد أن تقابل الطبيب ويقوم بالإجراءات الطبية أعتقد أن كل شيء سوف ينجلي -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لدواء (سبرالكس): طبعًا هو علاج فعّال جدًّا وعلاج ممتاز لنوبات الخوف والهلع، وحتى في الجوانب النفسوجسدية الخاصة بالجهاز الهضمي سوف يُساعدك السبرالكس؛ لأن القلق والتوترات والمخاوف أيضًا تنعكس على القولون، وتنعكس على المعدة، وقد تؤدي إلى زيادة في التقلصات وفي التوترات في هذه الأعضاء، وهنا دور السبرالكس أنه يُقلِّلُ هذه التقلُّصات والتوترات.

في بعض الأحيان أنا أضيف عقار يُسمَّى (دوجماتيل/سولبرايد) بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا في الصباح بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أعراض كثيرة في الجهاز الهضمي. -الدوجماتيل أو السولبرايد- يُدعم فعالية السبرالكس بصورة ممتازة، لكن لا أريدك أن تستعجل نحو هذه الخطوة وتبدأ في تناول هذا الدواء قبل أن تقابل طبيب الجهاز الهضمي.

يُعرف أن ممارسة الرياضة أيضًا مفيدة، وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية مفيدة جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- هذا كله سوف يفيدك، لكن أنا على قناعة تامّة أن هذا الاستفراغ ذو الطابع الحمضي ومع تغيُّر الطعم ويكون الطعم مُرّا ويحدث في الصباح: أعتقد أن هذا تراكم لحوامض، ومقابلة طبيب الجهاز الهضمي سيكون مفيدًا لك جدًّا، وتناول أيٍّ من الأدوية التي ذكرتها لك (نكسيوم) أو (بنتازول) أو أي دواء يراه الطبيب مناسبًا لك سيكون أحد الحلول الممتازة جدًّا، وتُضيفُ إلى ذلك ما ذكرتُه لك من إجراءات سلوكية، خاصة ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، هنالك تمارين للاسترخاء ممتازة جدًّا، أرجو منك أيضًا أن تطبقها، وتوجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وأيضًا احرص على أن تتجنب الطعام الدسم، خاصة في أثناء الليل.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل معنا في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً