الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حالتي سلس بول أم وسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم على مجهوداتكم، ووفقكم لما فيه خير هذه الأمة، أبحث عن إجابة وفتوى، وأرجو منكم أن تجيبوني وتعينوني أعانكم الله، وأرجو ألا تقوموا بتحويلي لفتاوى سابقة؛ لأنها لن تفيدني، وأرجو منكم قراءة الموضوع حتى النهاية بتركيز.

أنا لست موسوسا، مشكلتي أني بعد قضاء حاجتي أشعر بخروج بعض من قطرات البول، وهذا الموضوع يلازمني منذ سنوات، وقبل أربع أو خمس سنوات قمت بالذهاب للطبيب وعمل تحليل بول وفحص بجهاز الالترا ساوند، وقال لي الطبيب بأني سليم ولست أعاني من سلسل البول، وأن الموضوع نفسي وناتج عن وسوسة، ويجب ألا أعيره أي اهتمام، فأخذت بكلامه ولم أعد انتبه للموضوع، ولكن اكتشفت فعلاً بأن بعض القطرات تنزل بعد التبول، فبدأت أعصر الذكر قليلاً وأراقبه فأجدها لا تنزل، وارتحت من مشكلتي لفترة.

ولكن في بعض الأحيان بعد أن أعصر الذكر وأستنجي بالماء بمجرد أن أضع الماء على الذكر يلازمني شعور ملح جداً بأن شيئا ما سيخرج مني، وهذا الشعور لا يأتي إلا بعد وضع الماء، فلو بقيت فترة بعد التبول لا أصب الماء على الذكر لا أشعر بشيء ولا يخرج مني شيء، وفي إحدى المرات بعد أن صببت الماء وشعرت بالشعور الملح بخروج البول مني قمت بتجفيف الذكر فلم أجد شيئا يخرج، ولكن الشعور يلازمني فقمت بالنظر داخل الفتحة لأرى إن كان البول يقترب من الخروج أم لا، فبمجرد أن تركته خرج منه شيء قليل جداً، أقل من قطرة يكاد يكون كرأس الإبرة، فلم أعر الموضوع أي اهتمام. عصرته قليلاً واستنجيت وارتديت ملابسي وذهبت للصلاة، قلت في نفسي ربما بسبب توتري وشعور بأن شيئا ما سيخرج مني، هذا هو سبب دفع البول، وإذا لم ألتفت له سيختفي.

وسؤالي كالتالي -بارك الله فيكم-: هل ما فعلته صحيح أم خطأ؟ وهل فعلاً بأن خروج قطرة ربما يكون بسبب العامل النفسي والتوتر والخوف من الوساوس؟ مع العلم بأني كما أخبرتكم عندما أكمل قضاء حاجتي ولا أستنجي بالماء وأعصر قليلاً وأمسحه وأبقى جالساً أراقب هل سيخرج أم لا، فإنه لا يخرج مني شيء، وجربت أكثر من مرة أن أظل قرابة العشر دقائق حتى أتأكد بأني لست مصاباً بشيء، فوجدت أن شيئاً لم يخرج، ولكن بمجرد أن أضع الماء أبدأ بالقلق، مع العلم بأني أحاول إفراغ البول بالكامل، كما أنني أصاب بالتهاب المسالك منذ صغري أغلب الأحيان، وخاصة في الشتاء.

أرجوكم أفيدوني: هل الإعراض عن الموضوع صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالمهيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية، ولا شك – أيها الحبيب – أن ما تعانيه مجرد أوهام ووساوس، والشيطان يريد أن يجرّك إلى اتباع الوسوسة ليوقعك في أنواع من الحرج والضيق ويُعسّر عليك ما يسّره الله تعالى من العبادات، فلا تُعِرْ هذه الوساوس اهتمامًا، وأعرض عنها؛ فإعراضك عنها هو الحل الشرعي الصحيح.

و(اليقين لا يزول بالشك)، هذه قاعدة مقررة في الشريعة الإسلامية، تشهد لها نصوص كثيرة.

فإذا قضيت حاجتك بالشكل المعتاد الذي تعتاده فلا تلتفت بعد ذلك إلى مجرد الشعور بأنه قد يخرج منك شيء أو قد خرج منك شيء، فإذا سلكت هذا الطريق وأعرضت عن هذه الوساوس؛ فإنها ستزول عنك -بإذن الله-. واعلم أن الذّكر – كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – كالضرع، إذا تُرك قَرَّ وإذا حُلبَ دَرَّ. فما تفعله أنت من ممارسات قد يؤدي إلى خروج قطرة بسبب ما تفعله من العَصْرِ ونحوه، فإذا تركته لم يخرج.

فالإعراض إذًا عن هذا الشعور وعدم تتبعه وعدم الفحص والبحث هل خرج أو لا؛ هو ما يُخلِّصُك من هذه الحالة التي تعيشُها.

نسأل الله تعالى لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً