الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأعراض بسبب نوبات القلق السابقة أم من القلب؟!

السؤال

السلام عليكم.

منذ سنة ونصف مررت بعدة ضغوطات نفسية وتفكير وقلق، أدت إلى إصابتي بنوبات القلق، وتأتيني كل شهر مرة ضربات قلب وارتعاش ودوخة وحالة خوف، فعملت فحوصات قبل سنة من إيكو للقلب وجهد ودم وغدة درقية، وكانت النتائج سليمة، فأخبرني الطبيب أنه ضغط نفسي، وعلمت أنها نوبات هلع أو قلق تأتيني كل فترة، فصرت أتعامل معها.

منذ شهرين أشعر عند النوم أو عندما أستيقظ بضربات قلب قوية وتكون بين 85 90 ضربة في الدقيقة، وشعور بعدم الارتياح خلف الرأس، وألم داخل العينين، وتختفي بعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو ساعة، وأحيانا أقيس ضغطي ويكون مرتفعا بشكل بسيط أو منخفضا بشكل بسيط.

وعند بداية النوم (الغفوة) تأتيني رجفة في جسمي، وتكون قوية في اليدين والبطن، وأشعر عندما أقف أو أصعد الدرج أو أبذل مجهودا بضربات القلب في الأذن والرقبة، وضغط في الرأس، فلماذا أشعر بها؟

ويوجد ألم في يسار الصدر من الخلف ومن الأمام، وصعوبة عند النوم على الجانب الأيسر، وعدم اتزان عند المشي في بعض الأحيان، وعندما أقوم بعمل أشعر بضربات القلب، طبعا هذه الأعراض تأتيني دون الشعور بالخوف فقط تزعجني.

لقد تعبت كثيرا، هل هذه من النوبات السابقة، أم هنالك شيء في القلب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا علاقة بين هذه النوبات وأمراض القلب؛ بدليل صغر سنك وسلامة الفحوصات وإيكو القلب، ولكنها نوبات هلع panic disorders تأتي في صورة تسارع في نبض القلب، مع رجفة وتوتر واحمرار في الوجه وشعور بالخوف والقلق، ويحدث مع ذلك اضطراب في مستوى هرمون السيروتونين في الدم المسؤول عن سلامة الحالة النفسية والمزاجية.

هذه النوبات تتعلق أساساً بأسباب نفسية وليست عضوية، وغالباً ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها ربما تذكرها وربما لا، وهي الحادثة التي سبقت أول نوبة هلع حدثت في حياتك.

والتشخيص والعلاج يحتاج الى زيارة طبيب نفسي لعمل عدة جلسات تسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي، أي معرفة طبيعة المرض وكيفية التعامل معه، وعموما لعلاج نوبات الهلع والتوتر والقلق يمكنك تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون السيوتونين في الدم وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة اخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

مع أهمية ضبط مستوى فيتامين D من خلال تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لعدة شهور، مع تناول مكملات غذائية مثل حبوب الكالسيوم والماغنسيوم الضرورية لكافة العمليات الحيوية في جسم الإنسان، مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم ليلا مدة لا تقل عن 6 ساعات ونوم القيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا؛ وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وننصح بممارسة رياضة المشي والانخراط في الحياة الاجتماعية المحيطة والتواصل مع الآخرين، مع أهمية أداء الفروض والاجتهاد في النوافل والصدقة؛ لأن كل ذلك يحسن من مستوى هرمون السيروتونين في الدم، وبالتالي يساعد في علاج الكثير من الأمراض النفسية مثل الخوف المرضي والتوتر والهلع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً