الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع من اقترضت له قرضاً بأجل محدد ولم يسدد؟

السؤال

السلام عليكم
بارك الله فيكم، وأعانكم الرحمن على إفادة المسلمين والمسلمات، في هذا الموقع الرائع الذي كلما طرحت عليكم مشكلة لم تبخلوا بالرد عليها عاجلاً، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب إذا جاءني أحد الأصدقاء أو الأقارب من أجل مصلحة أو اقتراض مبلغ مالي أخجل ولا أستطيع الرفض، حتى عندما لا أستطيع قضاء مصلحتهم أو ليس عندي مال أخجل وأخاف أن لا يصدقوني، أو يبتعدوا عني ولا يكلموني.

في عدة مرات قصدني أصدقاء من أجل اقتراض مال ولم أبخل عليهم، فمنهم من سدد لي بالتقسيط ومنهم من لم يسدد لي إلى الآن، خاصة أن أحدهم اقترضت له مبلغاً لمدة 10 أيام، لكن مرت الشهور ولم يسدد، ولقد خجلت واستحييت كثيراً من التكلم معه لرد الدين، لكن بعد أكثر من 4 أشهر اتصلت به من أجل سداد الدين، ووعدني بسداده، لكنه أخلف وعده مرة أخرى، ولقيته وتصرف كأن شيئاً لم يكن، لكن لم أطالبه بالدين.

إلى الآن لم يسدده لي، وقد تجاوزت المدة سنة كاملة، وقد قرأت في الإنترنت على أن من أقرض إنساناً وفرج همه ووسع عليه في تأخير السداد أو العفو عن بعض المال أو مسامحته بالكلية فله ثواب عظيم، وفي صحيح مسلم: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه).

هذا الشخص لا يعمل دوماً، وقد رأيته اشترى هاتفاً بمبلغ باهظ، ولم يأبه لسداد دينه.

صراحة لقد كرهت هذا الشخص جراء المماطلة وإخلاف الوعد، ولا أريد أن أكلمه، وقد فكرت أن أتكلم مع أخيه ليحدثه بإرجاع الدين، لكن استحييت كثيراً منه، لأن أخاه له قدر كبير عندي، فما الحل في رأيكم؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم- ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأن ينفع بك، والجواب على ما ذكرت:

بداية نحيي فيك حرصك على نفع الآخرين، وتقديم الخدمات لمن يطلب منك طلباً، وأرجو أن تعتذر في كل موطن ترى أنك لا تقدر على تلبية ما طُلب منك، ولا تخجل من ذلك، لأن هذا إعانة منك وفي حال العجز لا تتردد أن تقول: أعتذر أو لا أستطيع.

بخصوص الدين، الأولى أن لا تقرض أحداً إلا إذا علمت أنه سيرد إليك الدين في وقته، حفاظاً على مالك، وحتى لا يضيع من غير فائدة.

صاحبك هذا الذي اقترضت له إن كان يقدر على السداد لأنك رأيت حالته متيسرة، فلك الحق أن تستمر في مطالبته، ولا داع أن تكرهه، بل ينبغي أن تكره ممطالته إذا لم يذكر سبباً وجيهاً لذلك، وإذا ماطل أكثر، فلك الحق أن تخبر عنه أخاه الأكبر حتى يكلمه في إرجاع حقك، ولا تخجل من ذلك.

أما ما ذكرت من فضل أجر التيسير على الناس المعسرين فهذا صحيح، وثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنت قد فعلت هذا ولك أجر إن شاء الله، ولك أن تعفو عن من لم يرد إليك الدين إذا كان عاجزاً عن السداد.

أما من كان قادراً فإنه آثم إذا لم يعطك حقك، ولم يسدد ما عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مطل الغني ظلم " رواه البخاري.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً