الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف التركيز والخوف من مواجهة الناس

السؤال

السلام عليكم.

أنا جامعية وليس لدي عمل، أمكث بالبيت، وأخاف من الخروج ومن مواجهة الناس، لدرجة عندما أريد الخروج أشعر بألم في الرأس والمعدة، عندما أذهب لمقابلة عمل أخاف ولا أعرف كيف أتكلم وأبدو كفاشلة، وأفرح عندما يتم رفضي، أرفض الزواج، وعندما يأتيني خاطب أبدأ بالبكاء لا إراديا؛ لأني لا أستطيع تحمل المسؤولية فأنا دائما مريضة، لدي آلام في القولون والمعدة، عندي فتور عام، وعندي جرثومة المعدة، وأحيانا أرى نفسي بشعة في المرآة وأبدأ بالبكاء، وأكبر مشكلة عندي عندما يقول لي شخص ما اقرئي لي الورقة أو انظري إلى ذلك الشيء أفقد التركيز، وأصبح كأني عمياء لا أرى ذلك الشيء إطلاقا، بالرغم من أنه أمامي، وأحيانا قليلة يذهب الألم وأخرج بشكل عادي من دون خوف، علما بأني عازبة متعلمة.

عانيت بعض المشاكل النفسية قبل سنوات قليلة، وأتناولت أدوية مضادة للخوف والقلق، وبفضل الله تخلصت منها، صرت غير مواظبة على الصلاة، أجد صعوبة في أدائها، وأحيانا أبكي عند سماع القرآن.

أرجو أن تفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تسارع النبض، وجفاف الريق، والرجفة، والصداع، وألم المعدة أو الغثيان عند إلقاء الكلمات أو إجراء مقابلة للتوظيف يسمى خوف اجتماعي أو social phobia، وهو أحد أنواع الرهاب حيث يعاني المريض من الرجفة وزيادة ضربات القلب مع بعض التعرق واحمرار الوجه وفقدان التركيز.

ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالانفعال في بعض المواقف الاجتماعية، ولكن الخوف المبالغ فيه يتحول إلى خوف اجتماعي تضطرب فيه بعض الهرمونات في الدماغ (سيروتونين ودوبامين)، وهي الهرمونات المسؤولة عن توصيل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية، واضطراب تلك الهرمونات يؤدي إلى الرجفة والتوتر والقلق واحمرار الوجه.

ويمكنك القراءة عن مرض الخوف الاجتماعي في أحد المصادر الطبية الموثوقة (الشبكة الإسلامية إسلام ويب مثالا) وليس في المنتديات، مع أهمية تعلم المهارات الخاصة بطرق العلاج، وبداية يمكنك البدء في إلقاء حديث مكتوب أمام المرآة أولا ثم أمام أفراد الأسرة، وبعد ذلك يمكنك حفظ الكلمة المكتوبة أو ما تحفظين من القرآن وإلقائه عن ظهر قلب أمام المرآة أيضا لاكتساب المزيد من الثقة بالنفس.

مع أهمية القراءة حول أي موضوع تريدين التحث فيه والاستعداد لمواجهة أسئلة الحضور، ولا مانع من قول لا أعرف لسؤال لا تعرفينه بل وطرح السؤال مجددا على الحضور بكل ثقة ودون تلعثم، فما من أحد إلا وله قدرة على البحث والمعرفة ولا يعيبك أنك لا تعرفين إجابة سؤال.

ومن المهم القراءة والمعرفة في القواعد البسيطة للغة العربية ومعرفة مرادف بعض الكلمات لعمل خلفية ثقافية تمكنك من مواجهة الناس، ولا مانع من زيارة طبيب نفسية وعصبية لعمل جلسات علاج معرفي وسلوكي للتخفيف من حدة الخوف الاجتماعي.

ويمكنك البدء في تناول حبوب Inderal 10 mg مرتين في اليوم لمدة شهر، وهي حبوب تساعد في التحكم في نبض القلب والرجفة، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تساعد في ضبط مستوى الهرمونات الموصلة العصبية في الدماغ، وبالتالي علاج الخوف المرضي والتوتر، ومن بين تلك الأدوية كبسولات prozac 20 mg يوميا كبسولة واحدة، أو تناول حبوب cipralex 10 mg قرص واحد لعدة أشهر وسوف تساعدك في الشفاء -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً