الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بحالة نفسية بسبب اتكالية زوجي والديون المتراكمة!

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة منذ ٩ سنوات، زوجي كان رجلا مصليا، وتاركا للتدخين، وبعد زواجنا توالت المشاكل فكنت أصبر تارة وأعترض أحيانا أخرى، أسلوبه في الحياة اعتمادي، بالإضافة إلى الديون المتراكمة، وأسلوب المصاريف الخاطئة، مع التقصير في الصلاة والتدخين.

أفقت بعد تسع سنوات وثلاثة أولاد، قضيت أيامي في أخذ المسكنات لأي شيء أريده، ولا يفعل أي شيء أطلبه منه، حتى اختياري لأماكن الأثاث.

أنا الآن مريضة نفسية وجسدية فأنا أشعر بهذه الأعراض خلال وجودي في البيت، وعندما أذهب لأي مكان أشعر بتحسن، ولكن ما إن أتذكر أني سأذهب للمنزل أشعر بألم واختناق، أنا أسكن مع أهل زوجي، هو بار جدا بكل من حوله لأقصى الدرجات، مع الجيران والأصدقاء، واتكالي لأبعد الحدود علي وعلى أهلي في مسئولية الأولاد، أنا الآن لم أعد أطيق التعامل معه كزوج، كما أنني أشعر بالمرض في المنزل، وأشعر منه بعدم التقدير والمراعاة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نحن نتفهم مدى الضيق الذي تعيشنه بسبب تقصير زوجك في حقوقك وحقوق الأولاد، وأول ما ننصحك به اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء باضطرار وصدق، والله سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء، فهو القادر على إصلاح هذا الزوج وإرجاعه إلى الطريق المستقيم، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبُها كيف يشاء.

ثانيًا: تقصير زوجك هذا يمكن أن يُعالج ما دام فيه من الأوصاف ما ذكرتِ من أنه بارٌّ بكل مَن حوله، فيمكن أن يُناصح عن طريق الأشخاص الذين يتأثر بهم ويسمع لكلامهم، بأن من حقوق أولاده عليه العناية والتربية والنفقة، وأن الله تعالى سائله عن هذا، (فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته)، ولزوجته أيضًا حقوق، فالله سائِلُه عنها.

بإمكانك أن تُسمعيه بعض المواعظ التي تتحدث عن حقوق الزوجين، وأن تطلبي من أقاربه ومَن يتأثر بهم أن يُناصحوه، فلعلَّه يرجع ويؤدي ما أوجب الله عليه.

وإذا لم يكن شيءٌ من ذلك فينبغي حينها أن تُقارني بين المفسدتين، مفسدة الفراق وتشتيت الأسرة، مع أنه يتوقع في حال الفراق أن يُقصّر أيضًا في مسؤولية الأولاد والإنفاق عليهم، لما يعني أنك ستتولين ذلك أو ستعانين مصاعب كثيرة بإلزامه بهذه النفقة. المقارنة بين هذه الحال وحال البقاء معه مع محاولة إصلاحه ووعظه، وشعور الأبناء بأنهم يعيشون في بيتٍ واحدٍ مع أبويهم، ينبغي أن تقارني بدقة بين هذه الأحوال وتستخيري الله سبحانه وتعالى وتشاوري العقلاء من أهلك في أي الحالين أفضل، ثم تفعلي ما ييسره الله تعالى.

من الناحية الشرعية: من حقك في هذه الحال أن تطلبي الطلاق من الزوج بدون إثم لتقصيره فيما أوجب الله تعالى عليه من النفقة، واجبٌ عليه أن يُنفق على أولاده سواء بقيَ الزواج بينكما أو أنهيتماه بالطلاق.

نوصيك أخيرًا – ابنتنا الكريمة – بأن تستعيني بالأطباء النفسيين، فربما يُساعدونك بأدوية تُخفف عنك هذا الضيق الذي تشعرين به، وخير ما تلجئين إليه وتفزعين إليه: الإكثار من ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فاستعيني بالصبر والصلاة، وأكثري من ذكر الله تعالى يهون عليك الأمر بإذن الله.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً