الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الفترات الزمنية لظهور أثر الأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا يوسف من الجزائر، صاحب الاستشارات (18220) و(237454) و241005، السلام عليكم ـ يا دكتور ـ وجزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من خدمات للمسلمين، فهل تقبلني عندك كمريض تداويه وأطلعك دائماً عن حالتي؟؟

أتناول الدواء كما وصفت لي حبتين فافرين 100 (حبة صباحاً والأخرى في الليل) + حبة أنافرانيل 75، لكني أبطأت قليلاً في زيادة الجرعة، حيث كنت أزيد 50 ملغ كل شهر تقريباً، والآن أنا أتناول حبتين منذ 4 أيام فقط أي كنت على 150 ملغ منذ شهر تقريباً، فهل أحتاج إلى شهرين آخرين للتحسن؟ فقد أحسست بتحسن طفيف لكن ما زال عندي عدم القدرة على التركيز والتحكم في النفس والثقة بالنفس حتى إني في المشي لا أمشي بخطى الواثق بالنفس، وإحساس بالقلق والخوف وأن مادة تسري في عروقي من رأسي حتى قدمي، وانكماش في الرقبة والعمود الفقري، (قال لي طبيبي القديم: إن العروق قبضت مادة الأدرينالين عندما صدمت بالخوف)، الخوف الذي سبق لي وأن سردت لك قصته.

كما أن عندي أسئلة كثيرة: لماذا لا يصف الأطباء في بلدي الجزائر الفافرين كثيراً حيث إن طبيبي القديم قام بتوبيخي عندما ذكرت له الفافرين وقال لي: إن هناك دوائين هما قمة في الفعالية بروزاك وزيروكسات؟ لماذا يا دكتور الفافرين لا يوجد بالسعودية حيث إني قمت بأداء العمرة كما سبق لي أن قلت لك؟ إذا لم أشف لا قدر الله يا دكتور فما هو الدواء الأنسب في رأيكم لحالتي؟

قد أطلت عليك بكثرة الأسئلة، لكن صدقني يا دكتور لكوني مهندسا ومريضا أقوم دائماً بالبحث على الأدوية الجديدة التي يمكن أن تنفعني، كما قرأت كل الاستشارات النفسية على الموقع وأحضرت معي 3 أدوية من السعودية لا توجد في الجزائر هي: سبرالكس، البوسبار، وفلونكسول، لكني لن ولم أتناول إلا بمشورتكم، أم أن هناك أدوية أخرى تراها مفيدة عدا مضادات الاكتئاب؟ مع العلم أني تناولت سبرام من قبل فهل عدم جدوى سبرام يعني بالضرورة عدم جدوى كذلك سبرالكس؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك، ونحن هنا في الشبكة الإسلامية يُسعدنا دائماً أن نتواصل مع الإخوة الأفاضل، فحيّاك الله ومرحباً بك بين إخوانك.

المبدأ الأساسي في العلاج النفسي دائماً هو تناول الجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة.

أما بالنسبة لتحديد المدة التي يجب أن يظل فيها الإنسان على الدواء فهي مدة تقريبية، وتتفاوت من إنسان إلى إنسان، وأعتقد أن خير طريقة لك في اتباع العلاج هي أن تتناول الأدوية لمدة ستة أشهر متواصلة تبدأ من بداية الشعور بالتحسن الحقيقي، وهذه المدة ليست مدة طويلة أبداً، كما أن الأبحاث العلمية تدل أن التحسن في الصحة النفسية له علاقة مباشرة مع مدة العلاج، فالإنسان إذا استمر لأطول مدة وبالجرعة الصحيحة، ستكون إن شاء الله فُرصه أفضل في الشفاء، خاصةً أن الأدوية الحديثة في معظمها هي أدوية سليمة جداً .

بالنسبة لتفاوت الأطباء في وصف الأدوية، فهذا شيء معلوم؛ حيث أن للأطباء ميولهم الشخصية والتي تحكمها مؤهلاتهم وكذلك الأماكن التي تدربوا فيها، وهذا هو السبب في أنك ربما تجد بعض الأطباء يميلون إلى أدوية معينة أو طرق في العلاج معينة دون غيرها.

الجزائر فيما أعلم تميل إلى الأدوية ذات المنشأ الأوروبي والأدوية الفرنسية، فعلى سبيل المثال يوجد دواء اسمه استبالون مشهور جداً في الجزائر وفي منطقة المغرب العربي فيما علمت من بعض الزملاء، وهو قليل التواجد في بقية المناطق العربية.

فيما أعلم الفافرين موجودٌ في المملكة العربية السعودية، وأنا شخصياً لي بعض المرضى الأفاضل الذين يتناولون هذا العلاج.

لا نشك مطلقاً في أن البروزاك والزيروكسات من الأدوية الفعالة جداً، ولكن الفافرين أيضاً دواء ممتاز، وأثبتت البحوث أنه ربما يكون أفضل علاج بالنسبة للوساوس القهرية، وأنا لا زلت أعتقد أن الفافرين هو الدواء الأمثل بالنسبة لحالتك .

ليس من الضروري أن تكون الأدوية الجديدة كلها فعالة، فعلى سبيل المثال هناك أدوية قديمة نحن نصفها مثل التفرانيل، والذي دخل أسواق الدواء في عام 1964، وبالرغم من ذلك فهو فعّالٌ جداً .

أرى أن مضادات الاكتئاب ومضادات الوساوس هي الأدوية المطلوبة في مثل حالتك، ولا ننصح بأدوية أخرى؛ لأن الأدوية في الكثير من الحالات تتفاعل مع بعضها البعض سلبياً إذا لم تكن هنالك ضرورة بالنسبة لها.

أنت لم تستفد في السابق من السبرام، وبالرغم من أن السبراليكس هو مستخلص من السبرام، ولكن السبراليكس أكثر دقة وأكثر فعالية، فليس من الضروري أنك إذا لم تستجب في الماضي للسبرام أنك لن تستجيب للسبراليكس.

نصيحتي الأخيرة لك أيها الأخ الكريم: أرجو أن لا تُكثر من تغيير الأدوية، وأن تلتزم بعقار واحد بالجرعة المطلوبة وللمدة المطلوبة .

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السويد محمد

    السلام عليكم
    انصح كل من يعاني من الاكتئاب والقلق بتناول اقراص اوميجا 3 وهي عباره عن زيت السمك والاحماض الغير مشبعه لانها ممتازه في تحسين المزاج ومضاده للإكتئاب وآمنه جدا بشرط ان لا يقطع العلاج الذي صرفه له الطبيب النفسي والله هو الشافي المعافي

  • السويد محمد

    السلام عليكم اولا انصح من يعاني من الكآبه والوسواس ان يحافظ على الصلاة في وقتها في جماعه وان يكثر من الاستغفار والصدقه ويحاوب قدر المستطاع ان يصلي قيام الليل ولو ركعتين في كل يوم وان يطيل في سجوده ويكثر من الدعاء بأن يكشف الله عنه الضر وبعدها يأخذ بالأسباب ويذهب الى الطبيب ويأخذ العلاج وهو على يقين بان الشافي هو الله هذه خطوات فعاله جدا في العلاج واسال الله ان يكشف الضر عن جميع المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً