الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني وسواس وخوف من الدورة الشهرية.. ما نصيحتكم؟

السؤال

بعد التنقل من وسواس الموت إلى وسواس الأمراض والعين والحسد أصبح لدي وسواس الدورة الشهرية، أصبحت أخاف منها وأخشى آلامها وأعراضها وأشعر بالخوف عند قدومها، أصبحت شديدة التفكير فيها وأركز على آلامي بشدة وأشعر بالضجر منها، وأشعر أيضاً أن الحزن يخيم علي وقتها، وقبلها بأسبوعين أترقب آلامها وأدونها بالتفصيل، ومع كل ألم أشعر بالضيق والخوف وأراقب جسمي بشدة، لا أريد أن أشعر بالألم حتى وإن كان خفيفاً وإن شعرت بأعراضها أتخيل الأسوأ منها، هل سينخفض ضغطي؟ هل سأشعر بالكتمة؟ هل سأشعر بخفقان؟ .. إلى آخر هذه الأسئلة المهلكة!

أشعر بالضيق عند قدومها؛ لأنه حتى مع استخدام المسكنات لا زلت أشعر بألمها وأقلق منها، وأعد الأيام والساعات لها، لا أعلم هل أنا فعلاً أعاني من آلام مبرحة أم أن الضجر والضيق الذي أشعر به جعلني لا أحتملها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الأعراض التي تنتابك والمخاوف وحالة الكدر المتعلقة بالدورة الشهرية موجودة لدى بعض النساء، والآن اكتئاب ما قبل الدورة –أو الاكتئاب المصاحب للدورة الشهرية– أصبح تشخيصًا معروفًا وله معاييره العلمية المعروفة.

أنت ذكرت أنك فيما مضى كان لديك بعض المخاوف والوساوس، والآن أتى وبصورة جلية ما يمكن أن نسميه الاكتئاب النفسي المتعلق بالدورة الشهرية، والذي يظهر عندك في شكل مخاوف وسواسية حول الدورة، هنالك تساؤلات كثيرة تدور في خلدك، لكن هذا كله ثانوي للحالة الاكتئابية التي تُسبِّبها الدورة لدى بعض النساء.

وجد أن ممارسة الرياضة مفيدة جدًّا في علاج هذه الحالات، فأرجو أن تحرصي على ممارسة الرياضة، كما أنك قطعًا محتاجة إلى أحد الأدوية المضادة للقلق وللمخاوف، والمُحسِّنة للمزاج، وعقار (سيرترالين) هو الدواء المثالي الذي نُعطيه في مثل هذه الحالات.

يمكنك أن تستشيري طبيبك – طبيب الأسرة أو طبيب نفسي – حول مقترحي هذا، وعمومًا جرعة الدواء هي: أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – من حبة السيرترالين، والتي تحتوي على خمسين مليجرامًا – تناولي جرعة البداية هذه لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعليها حبتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

السيرترالين دواء رائع، دواء سليم، غير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية، فقط يُعاب عليه أنه في بعض الأحيان ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، وقد يشعر الإنسان بشيء من الشراهة نحو الحلويات، فإن حدث لك شيء من هذا فأرجو أن تتخذي التحوطات اللازمة، حتى لا يزيد وزنك.

أرجعُ مرة أخرى وأقول لك الرياضة مهمة جدًّا، خاصة في الأسبوعين قبل الدورة، كما أن تمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة جدًّا في حالتك، أو يمكن أن تحضري كورسا لليوجا، أيضًا فيه فائدة كبيرة جدًّا، مع تجنُّب الجانب الديني فيها، أو بعض الإشارات التي تحمل طابعا دينيا.

فإذًا الاسترخاء أو اليوجا، والتأمُّل والتدبُّر الإيجابي، الرياضة، تناول الدواء الذي ذكرناه لك، أعتقد أن هذا سوف يُساعدك كثيرًا، ولن يجعلك محتاجة للمسكنات أبدًا، وإن شاء الله تعالى سوف تحسين بفرق كبير بعد تناول السيرترالين وتطبيق ما ذكرتُه لك من النصائح العلاجية الأخرى.

وبصفة عامة: اجعلي نمط حياتك نمطا إيجابيا، وأحسني إدارة الوقت، كوني متفائلة، حاولي أن تتخلصي من الفراغ الذهني والزمني، هذا أمرٌ مهم، قوّي صِلاتك الاجتماعية، ادخلي في أي مشروع حياة كحفظ شيء من القرآن الكريم مثلاً، والبدء في دراسات عُليا إذا كنت أكملت دراستك الجامعية، وإن لم تكمليها يمكن أن تبحثي عن التعليم البديل، وهذا فيه خير كثير لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً