الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الهلع وعدم الارتياح النفسي، ما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من عدم ارتياح نفسي وتوتر، ولكنه غير دائم، ونوبات هلع أثناء النوم، فأستيقظ على خوف وضربات قلب سريعة، وكأن الدنيا تضيق عليّ، أحيانا أتوضأ وأصلي وتزول الأعراض.

مع العلم أني كنت أعاني من وسواس الموت لسنوات طويلة، ولكن تخلصت منه بفضل الله، وعادت الأعراض في الآونة الأخيرة، خصوصا أثناء النوم، وعندي رهاب الأماكن المغلقة، وأعاني من ضيق أيضا، لم أتناول أي أدوية نفسية سوى ريستولام ليساعدني على النوم، ولكن بصفة غير مستمرة.

أريد حلا لكل هذه الأعراض -فضلا-؛ لأنها تسبب لي ضيقا في حياتي، خصوصا في وجود أطفال، وتجعلني عصبية جدا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم الارتياح النفسي من أكثر الأعراض شيوعًا في اضطراب القلق العام، وعندك أعراض أخرى للقلق مثل نوبات الهلع أثناء النوم، وضربات القلب السريعة، وهكذا.

فأنت – يا أختي الكريمة – تعانين من اضطراب القلق العام، وعلاجُه إمَّا دوائيًا وإمَّا نفسيًّا، واستطعتِ أن تتغلبي على بعض الأعراض بالعلاج السلوكي، وتحتاجين في الاستمرار في أشياء تؤدي إلى الاسترخاء بصورة عامة، ولعلَّ الرياضة من أكثر الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء، وبالذات رياضة المشي يوميًا، إذا كان في الاستطاعة، أو أي تمارين منزلية، بشرط أن تكون مستمرة، أي يوميًا على الأقل.

وهناك طرق أخرى لعمل الاسترخاء البدني، ومن ثم الاسترخاء النفسي، مثل الاسترخاء عن طريق شد مجموعة من عضلات الجسم لفترة، ثم إرخائها؛ فهذا يؤدي إلى الاسترخاء البدني، ومن ثم الاسترخاء النفسي.

وأيضًا الاسترخاء عن طريق التنفس، أخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات متتالية، وتكرار ذلك عدة مرات في اليوم.

أمَّا الأدوية: فهناك أدوية كثيرة من فصيلة الـ (SSRIS) أو من فصيلة الـ (SNRIS) التي تعالج القلق المصحوب بالاكتئاب، ويجب أن تكون باستمرار، وليس عند اللزوم، ولعلَّ دواء الـ (باروكستين) أفضل هذه الأدوية لعلاج اضطراب القلق العام، وجرعته هي عشرين مليجرامًا، ابدئي بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار عليها حتى ولو اختفت كل الأعراض لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم يتم التوقف عن الدواء، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتوقف تمامًا أختي الكريمة.

ولا تنسي أن هناك أشياء أيضًا تُساعد على علاج القلق، وأهمها المحافظة على الصلاة وأدائها في وقتها، والحرص على قراءة الأذكار –خاصة أذكار الصباح والمساء– وكذلك المحافظة على تلاوة القرآن، والدعاء؛ فهذه الأشياء تؤدي إلى السكينة والطمأنينة، ومن ثمَّ تُساعد على طرد القلق والتوتر الذي تحسين به، مع العلاج الدوائي والعلاج النفسي.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً