الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد وظيفة معينة، فهل يحق لي الدعاء بما يخالف ما تجري به العادة؟

السؤال

السلام عليكم.

تخرجت في كلية الحقوق، ثم تقدمت لوظيفة قضائية، وشروط التقدم لها هي الحصول على تقدير جيد، ولكن العادة هي تعيين الأوائل بتقدير امتياز، وأنا حاصل على تقدير جيد مرتفع.

أمل حياتي وحلمي هذه الوظيفة، خاصة بعد أن ضاعت فرص كثيرة في كذا وظيفة سواء قدرا أو بتقصير مني، لقد أخذت بالأسباب والسعي وتقدمت للوظيفة، ودخلت اختبار المقابلة الشخصية، وأنتظر النتيجة.

أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله كريم، ويعلم ما يتمناه قلبي بشدة، فهل هناك اعتداء في الدعاء بأن أدعو الله أن يكتب لي هذه الوظيفة، وأنا أعلم ما تجري به العادة في بلدنا من تعيينات في هذه الوظيفة سواء بالتقدير العالي أو ببعض المحسوبية؟ أدعو بها في كل صلاة، وأعلم أن الله هو مسبب الأسباب، ومطلع على النوايا، وهو القادر والرازق، فأرجو الإجابة على سؤالي.

أعطني بعض الأمل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يُقدر لك الخير حيث كان ويرضّيك به.

وثانيًا: ينبغي أن تعلم – أيها الولد الحبيب – أن الخير فيما يُقدّره الله، والإنسان قد يحرص على شيء يظنّه خيرًا فيصرفه الله تعالى عنه لعلمه سبحانه وتعالى بأن الخير في سواه، وقد قال في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فالله تعالى يُقدّر لعبده ما يُصلحه، فأقداره كلُّها لطف ورحمة وحكمة، وإن كان الإنسان يتألم بسبب الأقدار التي تُخالف هواه ومشتهيات نفسه، ولكنّ الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى لطيفٌ بعباده، وهو خبيرٌ بهم، فيُعطيهم ما يُصلحهم، ويُقدّر لهم ما تقضيه الرحمة الإلهية.

فارضَ بما يُقدره الله تعالى لك، وكن على يقين من أنه هو الخير، وهذا لا يعني التكاسل وعدم الأخذ بالأسباب، فهذا أيضًا من قدر الله تعالى، لا بد من الأخذ بالسبب المباح للوصول إلى الرزق المباح، فدعاؤك الله تعالى والإكثار من الدعاء هو سببٌ من الأسباب، فادعُ الله تعالى، ولكن مع توطين النفس على أن ما يُقدّره الله تعالى هو الخير، وأكثر من دعاء الله تعالى بأن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به، فهو سبحانه وتعالى أعلمُ بما يُصلحك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير وييسّره لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً