الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض الصرع وتأثيره على الحياة وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة، عمري 19 سنة، منذ طفولتي وأنا أعاني من حالة فقدان الوعي إما جزئيا أو كليا، لم أكن أعرف ما مرضي، لكن في شهر فبراير من هذه السنة اكتشفت أنني أعاني من مرض الصرع، بدأت آخذ الدواء أحسست ببعض التحسن لكن في الثلاثة الأشهر الماضية عدت كما كنت.

المشكلة أنني عندما استشرت الدكتور أضاف لي دواء آخر، والآن أنا خائفة جدا من أن يؤثر على دراستي، مع العلم أنني مضغوطة جدا هذه السنة؛ لأنها أصعب سنة في مساري الدراسي، فماذا أفعل؟ فالدكتور قال لي بأن حالتي النفسية متدهورة ولن تساعدني على الشفاء!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله العلي القدير بحوله وقوته أن يشفيك وأن يعافيك.

الحمد لله تمّ تشخيص حالتك، وهو أنه توجد زيادة في الإفرازات الكهربائية الدماغية، وهذا هو السبب في النشاط الصرعي، ويُعرف تمامًا أن النشاط الصرعي قبل العلاج قد يُضعف التركيز عند الإنسان، وقد يجعل شخصية الإنسان أيضًا غير حيوية وغير متوازية الأبعاد.

فالحمد لله الآن تمّ التشخيص، وقام الطبيب بإعطائك الدواء المناسب لعلاج التشنجات الصرعية، ويجب أن تلتزمي بالعلاج التزامًا قاطعًا، وتتابعي مع طبيبك، لأنه من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الإخوة والأخوات الذين يعانون من مرض الصرع أنهم لا يلتزمون بالعلاج ووقت العلاج، وهذا أمرٌ خطير، كثيرًا ما يؤدي إلى ما يُعرف بالارتدادات الصرعية، وهو نوع من التشنجات الشديدة جدًّا التي تحدث عند التوقف المفاجئ من الدواء، فلا تقعي في هذا الخطأ أبدًا، وأنا أعرف أنك -إن شاء الله- حريصة على هذا، فأرجو أن تلتزمي بالمتابعة وتناول الدواء.

الأمر الآخر: الأدوية المضادة للصرع -إن شاء الله تعالى- تضع كهرباء الدماغ في مساراتها الصحيحة، وتحدثُ استقرارًا تامًّا للمواد الدماغية العصبية التي تتحكم في مزاج الإنسان، يعني: العلاج الدوائي للصرع سيعود عليك بخير كثير، وهو في حدِّ ذاته سوف يُحسّن من تركيزك، سوف يُحسّن من نشاطك البدني ونشاطك الذهني، وهذا -إن شاء الله تعالى- ينتج عنه تحسُّن كبير.

حالتك النفسية -إن شاء الله- غير متدهورة، لا تتركي هذا المفهوم يكون في خيالك ووجدانك، لا، أنت صغيرة في السّن، أنت إنسانة واعية، وإن شاء الله تعالى المستقبل بخير، ومرض الصرع يُعالج بصورة ممتازة جدًّا، فلا بد أن تعيشي على الأمل والرجاء، ونصيحتي لك هي أن تعيشي الحياة بصورة عادية، لا تفكري أن مرض الصرع فيه منقصة أو فيه عيب أو فيه وصمة اجتماعية، لا، هو مرض مثل جميع الأمراض، ونسبة الشفاء فيه خمسة وثمانين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدًّا في الطب.

فعيشي الحياة بكل قوة، بكل إيمان، أدِّي صلواتك في وقتها، احرصي على عباداتك، احرصي على بر والديك، رفّهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، أديري وقتك بصورة ممتازة، خصصي وقتًا للدراسة.

ومن أهم النصائح التي أسديها لك هي: النوم الليلي المبكّر، حين تنامين ليلاً مبكّرًا تستيقظين مبكّرًا وتصلين الفجر، وبعدها يمكن الاستحمام وتناول الشاي، ثم تبدئين تدرسين لمدة ساعة على الأقل، هذا الوقت وقت البكور يكون فيه التركيز عاليًا جدًّا، وساعة واحدة دراسة في هذا الوقت تُعادل ساعتين إلى ثلاثة في بقية اليوم، ونعرف أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد علمنا أن هذه الأمة قد بُورك لها في بكورها، بل دعا فقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، فأرجو أن تستفيدي من هذا الوقت.

هذه هي نصائحي لك: حسن إدارة الوقت، التفاؤل، أن تعيشي حياة طبيعية، والدراسة أيضًا مع زميلاتك أراها سوف تكون جيدة بالنسبة لك، الدراسة الجماعية مثلاً مرة أو مرتين في الأسبوع، لحلِّ بعض الامتحانات، إجراء بعض المناقشات العلمية، هذا أيضًا جيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً