الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرق ونسيان وكلام مع النفس، ما علاج حالتي؟

السؤال

السلام عليكم..

شكرا لكم على هذا الموقع.

أنا شاب عمري 27 سنة، أعاني من الأرق منذ 10 سنوات، بحيث أنام 4 أو 5 ساعات في الليل، ولا أنام إطلاقا بالنهار، ذهبت لأطباء الأعصاب، ووصفوا لي أدوية للنوم، ولكن لم تجد نفعا، وظل الحال مثلما هو عليه، ولا أدري ما هو السبب؟!

وفي السنوات الأخيرة عشت ضغوطات عديدة، ومشاكل عائلية، فأصبحت أفكر كثيرا، وأكلم نفسي بداخل عقلي، وكأن أحدا يكلمني بداخل رأسي، وأتخيل مواقف حصلت لي أو محادثة مع الأصدقاء أو العائلة، وكذلك تتردد الأغاني التي كنت أسمعها دائما في عقلي بلا توقف، وعندما تحصل لي مشكلة بسيطة أصبح مكتئبا، ولا أستطيع مقاومتها، علما أنني أعاني كذلك من القولون العصبي، وقد ذهبت لطبيب نفسي فوصف لي دواء أولانزابين، ودواء نوديب، استعملته لمدة شهرين، ولم أر تحسنا، فامتنعت عن شربه.

كذلك تركيزي قليل جدا، وأنسى بشكل كبير، فأمرني الطبيب بأن أجري تخطيطا للدماغ، وكانت النتيجة سليمة، فهل أنا أعاني من وسواس أم فصام بسيط أم اكتئاب؟

وهل قلة التركيز وكثرة النسيان ناتج عن الأرق، أم هي أعراض للأدوية المنومة التي كنت أشربها في السابق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتفاوت الناس في الساعات التي يحتاجونها للنوم، ولكن في المتوسط شخص في سنك يحتاج إلى سبع إلى ثمان ساعات نوم في الليل.

على أي حال: طبعًا أنت تنام ساعات أقل من المتوسط، ولكن قد تكون لا بأس بها، ومن الأسباب الرئيسية للأرق وعدم النوم هي: ضغوطات الحياة، والتفكير المستمر، أي أن الشخص عادةً يجلب مشاكله في وقت النوم؛ وهذا ما يؤدي إلى التفكير والأرق، والأرق يؤدي إلى مزيد من التفكير والقلق، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم النوم.

ممَّا ذكرتَ في استشارتك أرى أنك لا تعاني من فصام، ولا تعاني من اكتئاب، ولكنك تعاني من قلق وتوتر؛ وهذا بدوره يؤدي إلى عدم التركيز والنسيان، ولا أرى أن للأدوية التي استعملتها علاقة بعدم التركيز والنسيان، بل التفكير الكثير والقلق هو الذي يؤدي إلى عدم التركيز، وعدم التركيز بدوره يؤدي إلى النسيان.

هناك أشياء عامة يجب عليك فعلها – أخي الكريم -:

أولاً: امتنع عن شُرب المنبهات مثل الشاي والقهوة ليلاً بعد الساعة السادسة مساءً، لا تتناول أيا من محتويات الكافيين بعد هذا الوقت من الليل.

ثانيًا: تجنب النوم بالنهار أبدًا، حتى وإن كنت مرهقًا.

ثالثًا: تجنب تناول أي وجبات دسمة في الليل، ولا تتناول طعام العشاء في وقت متأخر من الليل.

رابعًا: عندما تذهب إلى السرير وتريد النوم ولا تستطيع النوم فلا تظلّ قابعًا في السرير، انهض من السرير وحاول أن تفعل شيئًا آخر مثلاً كقراءة القرآن وقراءة أذكار النوم، أو مشاهدة التلفاز –أو ما شابه ذلك-.

خامسًا: حاول أن تكون هناك تمارين رياضية –وبالذات المشي– في وقت النهار، يوميًا لمدة نصف ساعة.

سادسًا: حاول أن يكون عندك نظام غذائي صحي، ويمكنك بعد ذلك أن تتناول دواء (ميرتازبين) 15 مليجرام، هو مضاد للاكتئاب ومهدئ، ويُساعد في النوم، ولا يؤدي إلى الإدمان، يمكنك أن تستعمله ليلاً لمدة شهرٍ إلى ثلاثة أشهر بانتظام؛ حتى ينتظم النوم ويستقر على ساعات محددة، وبعد ذلك يمكن أن توقفه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً