الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والاضطراب الشديد من التغيير.

السؤال

السلام عليكم..

أعاني منذ الطفولة من قلق وخوف شديد بدأ مع مرض أمي بالسرطان ووفاتها، ومستمر إلى الآن.

حيث تحدث لي حالة من الاضطراب الشديد من إسهال ورعشة وترجيع مستمر، وتوقف كامل للحياة، مع أي تغيير يطرأ على حياتي، ولو كان بسيطا مثل زيارة أحد الأقارب مع بياته.

والمستحيل بالنسبة لي هو السفر، وتغيير المكان، حتى أنني لا أحب الفسح، ولا أعرف كيف سأؤدي فريضة الحج والعمرة، كما أنه من المستحيل أن أبيت وحدي أو أجلس مع نفسي فترات طويلة.

ولهذه الأسباب نظرتي لنفسي في غاية السوء مع العلم أني أحفظ القرآن وأعمل في مجال الدعوة منذ سنوات عديدة وهذا أيضا عندما أفكر به يزيد حالتي سوءا.

الحياة صعبة جدا بهذه الحالة، حتى أنني إذا غيرت إضاءة الغرفة أو تغير شيء من مكانه لا أستطيع أن أدخل الغرفة، وأشعر بانقباض عند الدخول، إلى أن أعيد الأشياء إلى أماكنها، أو أتعود على الوضع الجديد.

بدأت العلاج النفسي منذ حوالي سبع سنوات، والحالة تحسنت كثيرا، وخصوصا مع تعاطي السبرالكس والريمورون.

المشكلة الآن أني توقفت عنهما مع الحمل والرضاعة، واستخدمت فقط سيرباس 50 ولكن الأثر ضعيف.

أنا أريد أن أعطي ابني حقه في الرضاعة، فهو الآن بعمر 14 شهرا، ولكن أعيش حالة من القلق المستمر خوفا من أي تغيير يطرأ على حياتي ولو كان تافها، مثل زيارة أهل، أو احتياج إلى سفر.

فماذا أفعل جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الظروف الصعبة التي مرَّت عليك وأنت صغيرة من وفاة الوالدة بمرض السرطان – وغير ذلك من ظروف – قد يكون له آثار، ولكن هناك شيء مهم، وهو أن هناك سمات في شخصيتك تجعلك تحبين الروتين وتتضايقين من أي تغيير، وهذه سمات معروفة في (الشخصية المثالية) أو (الشخصية الوسواسية).

والحمد لله هناك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، ومنها حفظك للقرآن، وإن شاء الله يحفظك الله بحفظك للقرآن الذي حفظته، ويرفعك به درجات عنده في الدنيا والآخرة، كذلك الزواج والولادة، وواضح بالرغم من الصعاب التي تعانينها استطعت أن تحصلي توازنًا في الحياة وتستمري، ولكن بمعاناة وتعب.

أرى أن تحاولي أن تتقبلي نفسك، وأنك تعانين من سمات الشخصية هذه، وأن تتعايشي معها بقدر المستطاع، وإن شاء الله مع مرور الزمن والوقت تبدأ هذه الأشياء في أن تخف عادةً.

أمَّا بخصوص العلاج: طبعًا الدواء الذي تستعملينه الآن الـ (سيرباس) هو آمن في الحمل وآمن في الرضاعة، لذلك تمَّ تغيير العلاج الذي تستعملينه في السابق الذي ليس في أمان الـ (سيرباس) وهما الـ (سبرالكس) والـ (ريميرون).

فأرى أن تستمري على الـ (سيرباس) ويمكن أن ترفعي الجرعة إلى مائة مليجرام، والحمد لله طفلك الآن في عمر الـ 14 شهر، ويمكن أن تفطميه إذا أردتِّ في هذه الفترة وترجعي إلى علاجك السابق، أو تستمري على الـ (سيرباس) مع رفع الجرعة، وإن شاء الله كما ذكرتُ لك مع التعايش مع هذه الأشياء تستطيعي أن تتغلبي عليها كما تغلبت عليها في السابق، ووصلت إلى هذه المرحلة من التوازن في الحياة نوعًا ما.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً