الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أربي أبنائي على الأدب والهدوء والاحترام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم عاملة، معي طفلان الكبير بعمر 7 سنوات والثاني بعمر 5 سنوات، أشعر أني غير قادرة على السيطرة عليهم في تربيتهم، دائماً يضرب بعضهم بعضاً ويتعاركون على الألعاب، رغم أني أشتري لهم نفس الألعاب، وبعد يومين اكتشف أنهم أضاعوا الألعاب أو أني أجدها مرمية، لا يهتمون بأغراضهم التي أشتريها لهم، ولا يلتزمون بالأكل على السفر أو يتعاركون على المكان أو على الأكل، دائماً أضع لهم الأكل في صحن واحد، ويأكلون منه، ودائماً يتضاربون.

أفقد أعصابي وأضرب أو أصارخ عليهم، وحتى إذا كان معي ضيوف دائماً أضطر أن أصرخ عليهم، رغم أني أعلمهم قواعد الأكل، والجلسة الصحيحة والتسمية وكيفية الاكل، ولا يطبقونها إلا بعد عصبيتي وصراخي.

عندما أذهب للعمل تقوم أمي برعايتهم، ويخرجونها عن طورها، لا ينصتون لها، ودائماً يتضاربون، وأحياناً يضربون أي طفل يجيء للبيت، ويريدونهم أن يأتوا إليهم ويلعبوا معهم.

الكبير دائماً يضرب أخاه الصغير، أو يأخذ أي لعبة في يديه، لكي يلعب بها، والصغير دائماً يبكي لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ويعلي صوت بكائه كي أسمعه وأدافع عنه.

الحمد لله، لا توجد مشاكل مع أخته الصغيرة التي هي بعمر سنة، طفلة هادئة، ولا يضربونها، فقط بعض هيشات، وأحياناً يحبون أن يصرخوا عليها كي تخاف من وجهة نظرهم للعب.

أشعر أني فقدت السيطرة عليهم، وكيف أربيهم؟ أحاول تعليمهم ما كان صحيحاً، وهم لا يطبقونها، أصبحت حالياً على أيغلط أضربهم لكي يتعلموا ولكن يكرروا العمل، وكأني لا أنصحهم أو أضربهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سالم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُصلح العيال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

أرجو أن تعلمي أن الأطفال طبيعيون، وأن الذي يحدث متوقع، وأن هذه المشاغبات ما هي إلَّا ظاهرة صحيّة، وأن عليكم أن تُحسنوا إدارة هذا الشِّجار الذي يحدث، وهم يستفيدون من هذا العِراك؛ الذي أرجو ألَّا تهتمُّوا به أكثر من اللازم، ولا تغتمُّوا لحدوثه، مع ضرورة أن تُباعدوا بينهم وبين قواعد الاشتباك، حتى عند الجلوس للطعام، طريقة جلوسهم، كأن يكون الأول في ناحية اليمين، والثاني على اليسار مثلاً، يعني: المهم نُباعد فرص الاحتكاك فيما بينهم.

أيضًا ينبغي ألَّا ننزعج عند حصول شجار بينهم، عليكم أن تتجنبوا الصراخ والصياح وإظهار الانزعاج، فإن ذلك لا يزيد الشِّجار إلَّا اشتعالاً.

أمَّا بالنسبة للضرب فلا يصلح كوسيلة في هذه السن العمرية، ونتمنَّى أن تُوقفوا الضرب تمامًا، وأرجو أن يكون لوالدهم ولمن حولكم دور أيضًا في عزل الكبير عن الصغير، وفي أخذه أحيانًا إلى الأماكن النظيفة، يعني: عندما يخرج من البيت، حتى نُقلِّل فرص الاحتكاك وفرص الشجار بين هؤلاء الأطفال الصغار.

اعلمي أن هذه المرحلة هذه هي طبيعتها: العناد، الشجار، هذه هي طبيعة هذه المرحلة، والكبير سيتجاوزها بعد وقتٍ يسير، ولذلك ضرورة أن تنتبهوا لمعرفة خصائص المرحلة العمرية، فسبع سنوات هي التي أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعوهم فيها إلى الصلاة، وهي السن التي يقبل فيها التحدي، وسيدخل بعدها إلى مرحلة المغامرة، ثم مرحلة الاستقلال، التي سيكون فيها مريح جدًّا بالنسبة لكم، لأنه سينعزل عن أخيه الأصغر.

نحن بدورنا ينبغي أن نعلِّم الكبير الشفقة على الصغير، ونعلِّم الصغير احترام الكبير، ونبيِّن لهم أن فرحنا عندما يتفاهمون وعندما يتعاونون فيما بينهم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الخير، وأكثري من الدعاء للأطفال ولأنفسكم، وتجنبوا الدعاء عليهم، وهذه وصيتُنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً