الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع مخالطة الناس والتفاعل معهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا لا أعرف كيف أتعامل مع الناس؟ وكيف أكون شخصية اجتماعية وخفيفة الظل تحب الناس معاشرتها وصداقتها؟ أحس أني ثقيلة على كل الناس أصحابي وإخوتي وأقاربي وكل الناس، فقد تربيت بمنزل منعزل بعض الشيء، فأهلي ليس لهم أصدقاء ولا أحد يزورنا ولا نزور أحدا، وأقاربي لا أراهم إلا بالمناسبات! وأعيش وحدي مع أمي وأبي.

اعتدت الوحدة والعزلة والروتين، لا أفعل شيئا جديدا في يومي، ولا أخرج خارج البيت، أو أرى صديقاتي، وهذا بسبب تحكم والدي، وأنا بطبيعتي اجتماعية أحب الناس، ولا أحب أن أكون وحيدة أبدا، ولكن أهلي لا يدركون أهمية وجود الناس والعلاقات الاجتماعية والأصدقاء في هذا السن، هم لا يعلمون أصلا أن لدي مشكلة، ولا أجد من أتحدث معه ويفهمني! حتى إذا قلت لأبي أن لدي مشكلة، وأريد أن أذهب لطبيب نفسي فهو من سابع المستحيلات أن يتقبل هذه الفكرة، وأنا بطبيعة الحال تأثرت بهذه البيئة المنعزلة، واعتدت الوحدة حتى أصبحت لا أريد التعامل مع الناس!

أصبح وجود الأصدقاء أو الأقارب شيئا مزعجا بالنسبة لي، وأتمنى أن يمر الوقت سريعا حتى أعود لغرفتي وأجلس وحيدة أمام هاتفي أشاهد البرامج والأفلام، حتى مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت منعزلة عنها، أرى كم الرسائل ولا أستطيع الرد بسرعة، ولا أعلم كيف أطيل الحديث مع صديقاتي كما كنت أفعل بالماضي؟

أحس بأني مملة، ولا أقدر على إدارة الحديث اليومي المعتاد، أشعر أنني أخسر أصدقائي ومعارفي بدون سبب واضح، صوتي أصبح منخفضا (غير مسموع)، ولا أعلم لماذا؟ هذا أيضا يسبب لي مشكلة كبيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يلي مجموعة من الأفكار التي سوف تساعدك بمشيئة الله في التخلص من مشكلتك بمشيئة الله:

- اختاري صديقات يشبهونك من حيث الصفات، فذلك سيساعدك على الخروج من عزلتك والالتقاء والحديث معهن.
- اصغِ جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعيه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة. وأثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله، واحرصي على التواصل بصرياً معه، وقومي بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكني من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- في المرحلة الأولى، عليك التفكير بشكل أكبر قبل الحديث مع الآخرين، وهذا يعني التحضير المسبق للموضوعات التي ستتكلمين فيها مع صديقاتك.

- لا تُناقِشي في موضوع لا تعرفيه جيدًا، ولا تدافِعي عن فكرة ما لَم تكُونْي على اقتناع تام بها؛ لذا إذا أردتَ الحديث في موضوع معين، فأعدَّي مادتَك إعدادًا جيدًا، وكونْي على ثقةٍ مِن صحةِ معلوماتك، حتى لا تسيئي إلى نفسك أو فكرتك.

- الناس ليسوا طرازًا واحدًا، والموضوع الذي يفهمُه شخصٌ قد لا يعجِبُ آخَرَ، فلا تُحدِّثِي الناسَ في أمورٍ فوق مستواهم، أو دون مستواهم؛ فإنهم لن يُصغوا إليك.

- راقِبْي نفسَك وأنت تتحدَّثين أو تُحاورين، لا ترفَعْي صوتك، ولا تقطبي حاجبيك، وارسُمْي على وجهِك تعابيرَ الراحة والهدوء والابتسام.

-ابدئي حوارَك بالنقاط المشركة بينك وبين المستمع أو المستمعين؛ فذلك أدعى لقَبولِ كلامك.
- انسحبي من النقاشات العقيمة، ولا تكملي الحديث، أو تصري على فرض رأيك.
- لا تتوقَّعْي أن يوافِقَكَ الناسُ على آرائك؛ إذ من المحتمَلِ أن تكونَي مخطئًة، ومن المحتمل أن يحُولَ الهوى بينهم وبين موافقتِكَ على رأيِك إن كان صوابًا، توقَّعي هذا حتى لا تغضَبَي وتنفعلَي، أو يخيبَ أمَلُكَ.
- احرصي على التواصل البصري عند التحدث مع الآخرين، لكي لا يشعروا بالتجاهل من طرفك.
- فيما يخص علاقاتك مع الناس، اجعلي مسافة في العلاقات بينك وبين الآخرين، وليكن التفاعل بينك وبين شخص آخر تفاعل قائم على التقارب المتكافئ.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً