الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أسعد نفسي وزوجي ولكن تنقصني الثقة بنفسي!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 27 سنة، ومقبلة على الزواج، أحب خاطبي وأريد أن أسعده عندما نتزوج، من نظافة وأكل وغيره، أريد أن أنجب أطفالا وأربيهم تربية صالحة.

مشكلتي أرى أنني لن أستطيع أن أفعل كل هذا، أحس نفسي ضعيفة في كل شيء، خاصة في أمور الطبخ، كلما طبخت شيئا تكون النتيجة غير جيدة، وهذا يحزنني، وأرى نفسي ضعيفة، وأدخل في كومة اكتئاب، أرى نفسي أنني لا أستحق الزواج، مع أنني أريد أن أكون سعيدة وأسعد زوجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


أهلاً ومرحبًا بك -عروسنا-، بارك الله لك، ويسر أمرك، وجعلك زوجة صالحة.

إن الزواج –غاليتي- أمر شرعه الله، وحث الإسلام عليه لعمارة الأرض وعفة النفس عن الحرام، وكم هو جميل أن ترين نفسك ملكة في بيتك امرأة صالحة، والزواج سنة من سنن الله تعالى في الكون، والله تعالى جعل ذلك لجميع خلقه، وخصّ الإنسان فيه بالتكريم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

غاليتي: وبخصوص ما ورد في رسالتك حيث ذكرت:" أرى نفسي أنني لا أستحق الزواج مع أنني أريد أن أكون سعيدة وأسعد زوجي، أقول لك: المشكلة هي عدم ثقتك بنفسك، وأحب أن أنبهك إلى أمر مهم، وهو: ألا تتملك مشكلتك عليك عقلك ونفسيتك؛ فهذا يفسد الحياة، فيفترض في الإنسان أن يحاول جاهدًا أن يعزل المشكلة عن نفسه ويبتعد، فلا تضخمي الموضوع وتزيدي من أهميته، وأنصحك أن تصرفي نفسك عن التفكير بالفشل وعدم القدرة على إسعاد الزوج - إعداد الطعام وما شابه- واهتمي بالتجهيز للزواج، وأؤكد لك بأنه بعد فترة قليلة من الزواج ستضحكين من نفسك كيف أمضيت أجمل أيام عمرك في التفكير بمشكلة فرعية، لأن طريقة رؤيتنا للمشكلة تصنع أفكارنا، والتي تبلور بالتالي مشاعرنا ثم سلوكنا.

عروسنا الجميلة، هذه المشاعر التي تنتابك والممزوجة بالخوف من المجهول وعدم السعادة، فبعض الفتيات تنتابها هذه المشاعر والمخاوف، فلا تقلقي، ولا تضخمي الأمور، وأتمنى منك أن تركزي بكلامي وما سوف أقوله وأنصحك به:

- اعلمي أن كل عروس تتحضر للزواج تستشعر بهذه المخاوف ويصيبها القلق، عليك أن تعبري عن مشاعرك، وأن تكوني قريبة إلى زوجك، واجلسي معه وأخبريه عما يختلج بصدرك؛ وهذا سوف يخفف من أعراض القلق والخوف، بدلاً من كبتها وحرمانك من المشاعر الجميلة التي تنتظرك في الحياة الجديدة.

- الجئي إلى الصلاة والاختلاء مع النفس لبعض الوقت، وحضري نفسك عاطفيًا وروحيًا، وتخيلي كل ما هو جميل بينك وبين زوجك، فلا تعطي للأفكار السلبية وقتًا، بل انظري إلى هذه الحياة القادمة نظرة وردية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس الرومانسية، أليس هذا هو اليوم الذي كنت تحلمين به وتتخيلين نفسك عروسًا بثوبها الأبيض تتربع على عرش الحياة الزوجية، وتدخل بيتها ملكة مكللة بالورود والشموع؟!

- أنصحك بضرورة المشاركة في دورات للمقبلات على الزواج المتوفرة أونلاين، والتي يتم فيها عرض كل ما يلزم الحياة الزوجية من الأمور الشرعية والنفسية والجنسية والاجتماعية والصحية، وكيفية التعامل مع الزوج، وإيجاد الحلول لمشاكل سنة أولى من الزواج والتثقيف والاطلاع على آداب (ليلة الدخلة) متوفرة من الكتب الشرعية والمواقع الإلكترونية الطبية.

- أما فيما يخص اعداد الطعام وأطباق الحلوى: فهذه الوصفات بكل أنواعها أصبحت متاحة عبر الإنترنت وبطريقة سهلة جداً، وكل ما عليك هو التجربة وتكرار إعداد الوجبات إلى أن تصلي إلى الهدف المرجو منه، ويمكنك الاستفادة من تجارب والدتك وانتهاز أي فرصة، ومساعدتها خلال إعداد وجبات الغداء والعشاء، ويمكنك تعلم الكثير والكثير منها، ويمكنك الاستفادة من قريباتك وصديقاتك عبر المجموعات في برامج التواصل الاجتماعي، وهي كثيرة.

- يمكنك إجراء بعض فحوصات الدم للإطمئنان بالإضافة إلى فحص الغدة الدرقية، وأنصحك بممارسة الرياضة بما تسمح لك الظروف، فهي تحسن المزاج، وتفرز بعض الهرمونات التي تزيل القلق والحزن، فممارسة الرياضة تقوي الجهاز المناعي لمحاربة عدوى فيروس كورونا.

- كما أنصحك بقراءة بعض الكتب الهادفة التي تتعلق بالزواج وآدابه وشروطه، ومنكراته، وعلى سبيل المثال: تحفة العروس، للشيخ محمد مهدي الاستانبولي، وكتاب: آداب الزفاف للعلامة محمد الألباني، سألوني عن الحياة الزوجية.

- وثقي علاقتك بالله، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، والزمي الصلاة (إنَّ الصلاةَ كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا).

وللفائدة راجعي وسائل تعزيز الثقة بالنفس سلوكيا: (226667 - 227490- 2361459 - 2214759 - 2244051).

نسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في خطيبك، وأن يبارك له فيكِ، وأن يجمع بينكما على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً