الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تذكرت مواقفي مع أبي المتوفى، شعرت بحزن شديد، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي توفاه الله، وحزنت حزنا شديدا عليه، وأدعو له يوميا وأتصدق عنه، وأزور قبره يوميا، وكنا نتابعه في مرضه أنا وأخوتي، وأزوره في المستشفى يوميا، لآخر لحظة.

أحيانا أتذكر مواقف سابقة كانت تضايقه منا، مثلا منعه من الخروج حتى لا يتأذى من الكورونا، منعه من مرافقة أشخاص كانوا يتكلمون عنه، وكان يحسن بهم الظن، محاولة منعه من الذهاب إلى شقة يمتلكها في منطقة سيئة، خشية تعرضه للسرقة، علما أن عمره كان أكثر من 75 سنة، ومواقف أخرى كنا نخاف عليه منها، ثم كنا نتصالح وكأن شيئا لم يكن.

هذه المواقف يذكرني بها الشيطان، فتسبب لي تأنيب الضمير، وأدخل في حالة حزن شديدة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو وحيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، نسأل الله أن يرحم والدك ويغفر له، وأن يكتب أجرك في البر به، والجواب على ما ذكرت:
- فبما أنك كنت محسنا وبارا للوالد - رحمه الله - في حياته، وكنت إذا أخطأت في حقه تسارع للاعتذار له، وهو يعفو عنك، فلا داعي لتأنيب الضمير، لأن التأنيب قد يكون نافعا إذا كنت مقصرا في البر بالوالد حتى تتوب إلى الله، ولكن بما أنك كنت على ما ذكرت، فأرجو أن لا تفكر في الأمر، لأن هذا الحزن قد يكون بسبب الفراق للوالد وتريد أن تكون أكثر برا به، وقد يكون الحزن من وسواس الشيطان حتى يفسدك عليك حياتك وسعادتك.

- حتى تستمر في الإحسان والبر بالوالد يستحب أن تتصدق عنه وأن تدعو وتستغفر له، وأن تصل أصدقاء الوالد، ونحو ذلك، وإذا فعلت هذا سيزول عنك ما تجده من حزن وتأنيب للضمير.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً