الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من طقوس وسواسية وأفكار غريبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أشعر دائماً أني أتقمص شخصية صديقي أو أصدقائي في كل شيء، حتى إني نسيت نفسي بشكل شبه كامل! حتى أصدقائي لاحظوا هذا أني أقلد صديقاً ما، حتى إني أصبحت أوسوس في كل شيء في ذاتي، وأعطي تفسيرات أن هذا فلان وهذا فلان.

أنا أقلد طريقة تفكير هذا، وهذه ليست طريقة تفكيري، ومرت علي فترات أو غالبية الفترات من اختلال في الأنية والانفصال عن الواقع، وأشعر أني موجود وغير موجود في نفس الوقت! وأشعر بوجود شخصيات متعددة أو تقليد، لكن لا أعرف من أنا فيهم؟ حتى قراءتي وتفسيراتي للأمور أشعر أنها ليست لي.

كنت مهتماً بتطوير الذات، لكن لا أرى ذاتاً لأطورها أصلاً، ودخلت في مرحلة من الوساوس وهي مرحلة غريبة جداً، أثرت في مفهومي على الواقع، وصدقت أموراً كثيرة، وتفسيرات وأحكاماً غريبة.

أرى نفسي ذاهباً للجنون الفكري، وأيضاً أشعر أني في حلقة مفرغة، لا أستطيع الخروج منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنماط الشخصية تختلف من شخص لآخر، فكل شخص له شخصية مستقلة، وله تفكيره المستقل، وله ميوله المستقلة، وأنت – أخي الكريم - الآن في صدد تكوين الشخصية، وأنت الآن بعمر 18سنة، وهو عمر المرحلة الذي يعتبر الحد الفاصل تقريبًا بين الطفولة وبين البلوغ والاستقلالية في الشخصية، لكنها في نفس الوقت في هذه المرحلة هي مرحلة التأثير أو التأثُّر بالأقران والأصحاب.

في هذه المرحلة يكون الشخص دائمًا مرتبطًا ارتباطًا شديدًا بأصحابه، ويؤثّرون فيه تأثيرًا كبيرًا، وأحيانًا يسمع كلام أقرانه أكثر من كلام والديه.

يختلف التأثير من شخص لآخر، فهناك أناس يتأثرون بشدة إلى حد الانقياد التام للأقران، وطاعتهم، أو تقليدهم، أو هكذا، وهناك أشخاص يمرون بهذه الفترة بالعكس، بالانعزال، وعدم التأثر.

يبدو أنك – أخي الكريم – من الذين يتأثرون تأثيرًا شديدًا بأقرانهم، لذلك ذكرت أنك تتقمص الشخصيات، حتى إنك لا تشعر بشخصيتك وبتفرُّدك.

الشيء الإيجابي في هذا الموضوع أنك تُدرك هذا الأمر، وهذا بطبيعته شيء إيجابي، كونك أدركت أن هناك مشكلة ما.

أخي الكريم: تحتاج إلى أن تقابل طبيباً نفسياً لإجراء تقييم شامل للموضوع، وعمل فحص نفسي للتأكد من عدم وجود أي أعراض مرض نفسي أو اضطراب نفسي آخر، إنما هو فقط مرحلة في نمو الشخصية، وإذا تأكدت من ذلك فعلاج هذا الأمر علاج نفسي وليس دوائيًا.

تقابل المعالج النفسي أسبوعيًّا لفترة من الوقت، قد تمتد إلى جلسات طويلة، في هذه الفترة سيُساعدك المعالج النفسي في العمل على بناء شخصيتك المستقلة وتنمية ذاتك، وهذا كله ممكن بتدعيم الإيجابيات في شخصيتك، وصرف النظر عن السلبيات، وهكذا تقوم بتكوين الشخصية، والتخلص من الأشياء السلبية، ومنها التأثير أو التقليد الشديد للأقران، والبناء على ما هو إيجابي ومستقل في شخصيتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً